يقود الاتحاد الأوروبي موجة التّغيير في مختلف المجالات داخل منطقة الجوار الجنوبي. والأسئلة الثلاثة هي سلسلة من اللقاءات الديناميكيّة مع أهمّ الجهات الفاعلة في مؤسّسات ووكالات الاتحاد الأوروبي والبرامج التي يموّلها لإلقاء نظرة فاحصة على العمل الذي تنجزه ولتسليط الضّوء على التّأثير الذي تحدثه وضبط الفرص المتوفّرة.
تفسح هذه الحلقة المجال لصوت مؤسّسي من ناتولين لاستكشاف مهمّتها والتزامها تجاه منطقة الجوار الجنوبي والرّسالة التي توجّهها إلى شباب المنطقة.
نور بن مفتاح، مساعدة في كليّة أوروبا في ناتولين ومتخرّجة من الكليّة ، دفعة 2023/2024 (تونس)
تأسست كلية أوروبا لأول مرة في مدينة بروج سنة 1949، لتكون بذلك أقدم معهد للدراسات العليا يختصّ في الدّراسات الأوروبيّة. افتتحت كلية أوروبا في ناتولين سنة 1992 بعد سقوط الستار الحديدي مباشرة وكانت الفكرة الأساسيّة خلفها تتمثّل في المساعدة على سد الفجوة بين الشرق والغرب في أوروبا، وهي ما تزال تمثّل جزءا كبيرا من العمل الذي ننجزه اليوم. بينما تواجه أوروبا جميع أنواع التحديات – السياسية والاجتماعية والاقتصادية – تكتسي هذه المهمة الأصلية المزيد من الاهميّة. في ناتولين، نسعى إلى تزويد طلبتنا بالأدوات اللازمة لفهم وتوجيه المشهد المتطور باستمرار صلب الاتحاد الأوروبي وكذلك في مناطق الجوار وفي السياق العالمي الأوسع.
بالنسبة للطّلبة من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تتوفّر لهم منح دراسيّة كاملة تغطّي كلفة الرّسوم الدّراسيّة ونفقات المعيشة ممّا يجعل البرامج في متناول مجموعة واسعة من المترشّحين الموهوبين. تتمحور عروضنا الاكاديميّة حول أربع تخصّصات: الشؤون العامة والسياسات الأوروبيّة، والاتحاد الأوروبي والعالم، والاتحاد الأوروبي في أوروبا الأوسع والجوار، والتّاريخ والحضارة الأوروبيّة. تشمل التخصّصات الدّيناميّات الدّاخليّة في الاتحاد الأوروبي والعلاقات الخارجيّة مع مجال واسع للاستكشافات الاكاديميّة الشخصيّة. يشكّل تعلّم اللغات جانبا كبيرا من تجربة التعلّم في كليّة أوروبا حيث يستطيع الطّلبة الاختيار ضمن مجموعة تصل إلى ثماني لغات – من بينها العربية والفرنسية والإسبانية والبولندية – مما يضيف إلى كفاءتهم الثقافيّة.
كما نستضيف خارج إطار الدّروس مؤتمرات وفعاليّات رفيعة المستوى يحضرها مسؤولون من الاتحاد الأوروبي والعديد من العلماء وصنّاع السياسات ممّا يمنح الطّلبة فرصة رائعة للاطلاع على القضايا القائمة في مختلف أنحاء العالم وللتّواصل مع الأشخاص العاملين على الميدان.
بصفتي خريجة ناتولين وأعمل حاليّا من الفريق الأكاديمي، أود أن أقول: لا تترددوا في استكشاف ما يقدمه هذا المكان. ناتولين ليست مجرد فصول تتلقّون فيها الدّروس بل هي فضاء تنمون فيه على المستويين الفكري والشّخصي من خلال العيش والتعلم مع أشخاص من جميع أنحاء العالم. أعطتني التجربة التي عشتها هنا فرصة للتفكير وتحدي نفسي واكتشاف وجهات نظر الآخرين وكذلك وجهة نظري الخاصة. هذا النوع من التّجارب لا يُنسى قطّ والدراسة في ناتولين تمكّنكم من انطلاقة حقيقيّة إن كنتم تفكّرون في العمل في مجال العلاقات الدولية أو السياسة أو التنمية الإقليمية. العديد من خريجينا من المنطقة يقومون بعمل رائع، محلياً وفي الخارج.