بيسان هي صانعة محتوى عنيدة لكنّها طيّبة القلب وهي تجسد روح الصّمود وقوة رواية القصص إذ تنسج خيوط روايات تعبّر عن جوهر ثقافتها وتنقل أصوات الفئات التي لا صوت لها. في سن التاسعة، صعدت بيسان على خشبة المسرح المدرسي وأمسكت بالمصدح لتقرأ قصيدة وهي خالية الذّهن من أن تلك اللحظة خلقت لديها شغفا برواية القصص سيرافقها مدى الحياة.
كانت في طفولتها تحلم بأن تصبح رائدة فضاء ومنذ تلك الفترة تميّز مسار بيسان بالتعطش للاستكشاف وبإيمان راسخ بقوة القصص. قادها حبها للأدب وفضولها اللامحدود نحو صناعة المحتويات في مجال رواية القصص وعرض التّراث الفلسطيني والنّسيج الثقافي المتنوّع. تأخذ بيسان متابعيها عبر أشرطة الفيديو التي تسجّلها في سفرة رائعة وتسلط الضوء على نضالات وأساطير وانتصارات شعبها.
سلسلة “حكواتيّة” هي من أقرب إبداعاتها إلى قلبها حيث تتقمّص دور راوية القصص العصريّة الذي استوحته من التّقاليد العربية القديمة في مجال سرد القصص شفويّا. مع كل قصّة، تبث بيسان الحياة في تاريخ شعبها وتجد لقصصها صدى لدى الجميع من كافّة الفئات العمريّة لتمدّ جسرا بين الماضي والحاضر وتغرس في مختلف الأجيال شعورا بنخوة الانتماء إلى تلك الثقافة.
واجهت بيسان الكثير من التحديات حيث خلق التنمر والتحرّش الإلكتروني عقبات كثيرة على مدى مسارها، لكنّها مازالت تؤمن ايمانا راسخا بأنه يمكن التغلّب على هذه المشاكل من خلال تعزيز الثقة في النّفس وتشديد التّدابير الوقائيّة.
إضافة إلى صناعة المحتوى، لبيسان هوايات متعدّدة فهي تحب القراءة والغوص في صفحات الروايات. وهي أيضا لاعبة بارعة في اختصاص كرة السلّة حيث تشعر على أرضيّة الملعب أنّها تحقّق التّوازن بين حبها لتلك الرّياضة وتصميمها على النجاح. في أوقات فراغها، تعمل بيسان على توطيد صلتها بالطّبيعة من خلال العناية بنبتاتها والتمتّع بالهدوء الذي يعمّ قريتها.
تفخر بيسان بدورها كسفيرة للنوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي حيث يمكّنها هذا اللقب من نقل أصوات أقرانها من الشباب ومن المناصرة من أجل التّغيير والدّعوة إلى اغتنام الفرص المتوفّرة. يمثل الاتحاد الأوروبي بالنّسبة لها الفرص ومحرّكا للتحول عبر العالم وهي تدرك الحاجة الملحة للمزيد من فرص العمل وتنمية المهارات والمشاركة النشطة للنساء والشباب في المنطقة. تعتقد بيسان أنّ المبادرات الأوروبيّة تخلق مجالا للتّمكين وتعزيز التعاون وإطلاق العنان لإمكانات جيلها.
مع كل شريط فيديو تسجّله وكل قصة ترويها، تذكرنا بيسان بأن قصصنا هي قصص قيّمة وفي عالم تشكّل فيه قنوات التواصل الاجتماعي نعمة ونقمة في ذات الوقت، تقف بيسان شامخة وصادقة مع ذاتها ووفيّة لقيمها إذ تدرك أن محتواها سيبقى شهادة دائمة على مسارها وهو إرث يمكن أن تفخر به لأنّه يعكس مبادئها ويدعو إلى إحداث تغيير إيجابيّ. تواصل بيسان “الحكواتيّة” إطلاق شرارة التحوّل حيثما سُمعت قصصها.