في مختلف بلدان الجوار الجنوبي، يعمل الاتحاد الأوروبي وشركاؤه جنبًا إلى جنب مع منظمات المجتمع المدني لتعزيز الشمول، وتوطيد الحوار، وبناء مجتمعات أكثر سلمًا وعدلاً. وفي ليبيا، يُجسِّد ذلك مشروع «الحوار المتمحور حول الشباب من أجل تعزيز السلام والعدالة في ليبيا» الممول من الاتحاد الأوروبي والمنفذ من قبل CESVI بالشراكة مع Tatweer Research. يهدف المشروع إلى تمكين الشباب والنساء والأطفال من خلال منظمات المجتمع المدني والأندية المدرسية، ومن خلال حوار يركّز على العدالة الجندرية، مما يخلق مساحات جديدة للقيادة والتعاون والتغيير المستدام. اقرأوا المزيد في المقابلة التالية مع نُوران العربي، مديرة المشروع.
ما هو مشروع «الحوار المتمحور حول الشباب لتعزيز السلام والعدالة في ليبيا» وما الأثر الذي يسعى لتحقيقه؟
هذا المشروع هو ثمرة جهد متواصل بدأ منذ نحو خمس سنوات، عندما اجتمع كلٌّ من CESVI وTatweer Research برؤية مشتركة لإحداث أثر حقيقي في مشهد المجتمع المدني الليبي. يهدف المشروع إلى الإسهام في تعزيز السلام والاستقرار عبر تشجيع الحوار السياسي حول العدالة الجندرية. وبشكل أكثر تحديدًا، يعمل على تمكين الشباب والنساء والأطفال عبر منظمات المجتمع المدني والأندية المدرسية لتحدي وتحويل الأعراف الجندرية الضارة داخل مجتمعاتهم. وليس هذا أول تعاون بين CESVI وTatweer، بل هو امتداد لفهم CESVI العميق لأهمية الشريك المحلي، ليس فقط بخبرته، ولكن أيضًا بوجوده القوي على الأرض وسمعته الموثوقة، ما يجعله جسرًا مثاليًا بين الجهود الدولية والواقع المحلي. إن انخراط Tatweer يضمن أن يكون المشروع جهدًا محليًا حقيقيًا، لا مجرد أفكار خارجية، ويلبّي تطلعات المجتمعات المستفيدة مباشرة.
ما هي المبادرات أو الأنشطة أو الفرص التي يوفّرها المشروع للشباب في ليبيا؟
يركّز المشروع بشكل خاص على تعزيز مشاركة الشباب وزيادة تمثيل النساء على جميع المستويات، كما يُسهِّل برنامجًا منظّمًا للتبادل بين الأقران. ومن خلال الإرشاد العكسي والتعلم التعاوني، سيتفاعل شباب من منظمات المجتمع المدني الليبية مع نظرائهم الدوليين لتبادل الخبرات، اعتماد أفضل الممارسات، وتطوير استراتيجيات مستدامة بشكل مشترك. هذا التبادل سيمنح الشباب آفاقًا جديدة وأدوات عملية لنمو منظماتهم. إضافة إلى ذلك، سينظم المشروع فعالية للتواصل بين منظمات المجتمع المدني والقطاعين الخاص والعام تُركّز على فرص التمويل. وستجمع هذه الفعالية الاستراتيجية منظمات المجتمع المدني مع مؤسسات القطاعين الخاص والعام لاستكشاف نماذج تمويل تعاونية. وسيكون ما لا يقل عن 50% من المبادرات المعروضة بقيادة نساء، مما يعزز التزام المشروع بالتنمية الشاملة الجندرية. ومن خلال هذه الأنشطة، سيعمل المشروع على خلق منظومة نابضة بالحياة من التعاون، تمكّن منظمات المجتمع المدني من توحيد جهودها نحو الأهداف الوطنية المشتركة، وتنويع مصادر التمويل، وتعزيز قيادة الشباب في المشهد المدني الليبي.
لو عدنا بالزمن، ما النصيحة التي كنتَ تتمنى أن تتلقّاها في سن العشرين؟
لا تتوقف أبدًا عن البحث عن فرص للتعلّم والنمو وتحدي نفسك. فالتجارب الأكثر قيمة جاءت من لحظات لم أكن أملك فيها كل الإجابات، من أماكن بدت غريبة أو غير مريحة. في تلك اللحظات، خارج منطقة الراحة، يحدث النمو الحقيقي. لم أندم يومًا على خوض تجارب جديدة، حتى عندما لم تكن النتائج مثالية، لكنني ندمت على الفرص التي لم أغتنمها والدروس التي فاتتني. لذلك، استمر في خوض تجارب جديدة، واصل التعلّم، ولا تصدق أبدًا أنك بلغت القمة. فالنمو رحلة تمتد طوال الحياة، وكل خطوة نحو المجهول تقرّبك أكثر من أن تصبح الشخص الذي قدِّرت أن تكونه.
سوريا