يناصر الاتّحاد الأوروبي بكلّ قوّة لفائدة المهارات التي تكتسي أهميّة بالغة في الأسواق الحاليّة. من خلال عدد من المبادرات، يدعم الاتحاد الأوروبي الشباب، من فتيات وفتيان، في جميع أنحاء الجوار الجنوبي لتطوير كفاءاتهم وتأمين مستقبل واعد.

 في هذه السّلسة من استرجاع الذّاكرة، تحدثنا إلى الشباب الذين استفادوا من هذه المشاريع وهم اليوم يفكّرون في التأثير الإيجابي لهذا الدعم الأوروبي على حياتهم.

في الجزائر، اكتسحت الدّكتورة يمينة بوشيخ المختصّة في الأحياء الدّقيقة عالم ريادة الأعمال من خلال إطلاق مؤسّستها النّاشئة TANMU  (تنمو) التي تحوّل بكتيريا النّفايات إلى جلد نباتيّ و مواد مستدامة أخرى. 

عندما انطلقت في هذه الرّحلة، ماهي الأحلام التي كنت تحملينها؟ 

يقتصر عملي كعالمة الفضاء داخل المخبر وكان اهتمامي ينصبّ حصرا على البحوث. ركزت على حل القضايا البيئية من خلال أفكاري وكنت أحاول تطوير مواد بديلة، مثل الجلد النباتي، من السليلوز البكتيري الذي يُعرف أيضا باسم الميكروبات. قبل سنوات، لم أكن أفكّر أنّني قادرة على تحويل TANMU إلى مؤسّسة ناشئة حقّا. 

لم أكن لأتصوّر أنّني سأصل إلى هذا الاشعاع الذي حقّقته بفضل برنامج الجوار الأوروبي جنوب والبرامج الأوروبيّة الأخرى. من الحلم بإطلاق مؤسّسة ناشئة، انتهى بي الأمر إلى الحصول على جائزة من رئيس الجمهورية الجزائرية ووزير المؤسّسات الناشئة! كانت القصّة أشبه بالخيال. 

ماهي المهارات التي اكتسبتها من خلال البرنامج المموّل من الاتحاد الأوروبي وكيف ساعدتك تلك المهارات على تحقيق أحلامك؟  

قبل الالتحاق بمبادرة THE NEXT SOCIETY  كان  مشهد ريادة الأعمال كأنّه لغة أجنبيّة بالنّسبة لي وكانت كلّ المصطلحات والمفاهيم والجوانب المتعلّقة بريادة الأعمال تمثّل لي لغزا.

شكّل البرنامج تجربة تحويلية إذ كشف لي النقاب عن عالم جديد تماما. تعلمت كيفية تنمية أفكاري لرفع تحديات داخل السوق ومكّنني، أنا وفريقي، من فهم عميق لأدوات العمل، بما في ذلك نماذج الأعمال وتقنيات العرض السّريع. كما أطلعني على الأدوار التي يضطلع بها المستثمرون وملائكة الاستثمار. ساعدتني الدورات التدريبية حقا على مدّ جسر بين عالمي السابق وعالم ريادة الأعمال.

ما هو الإنجاز الذي تفتخرين به على وجه الخصوص؟ 

عندما أدركت أن أبحاثنا وأفكارنا يمكنها أن تحقّق إيرادات وأن تخلق قيمة أصبحت أنظر إلى الحياة بشكل مختلف وأصبحت أنتقل دون بذل أيّ جهد بين عقليتي البحثية والتفكير الاستراتيجي في مجال الأعمال. 

أعتقد أن أكثر الإنجازات التي أفتخر بها هو التوفيق بين قيادة مؤسّسة ناشئة والاشراف على مشروع بحثي وإدارة عائلة سعيدة. أنا أنحدر من أسرة كانت فيها والدتي مجبرة على إيقاف حياتها المهنية لتتفرّغ لتربيتنا. 

لذلك رغم المصاعب التي أعترضها خاصّة أنّني أعيش في منطقة نائية، ساعدني البرنامج على تخطّي الفكرة المترسّخة في ذهني التي جعلتني أعتقد أنّني لا أستطيع النّفاذ إلى عالم ريادة الأعمال.  

قد تفرض التطلّعات المجتمعيّة في الوسط الذي أعيش فيه قواعد مختلفة، لكنّني فخورة بنجاحي في التّوفيق بين مسؤوليّاتي المهنيّة والأسريّة. هو توازن هشّ يتطلّب منّي جهودا مستمرّة لا أتوانى عن بذلها بكلّ عزم وفخر. 

عودة بالذّاكرة مع: : https://south.euneighbours.eu/ecard/yamina-bouchikh/

TANMU على انستغرام : https://www.instagram.com/_.tanmu._/?hl=en