منحت رياح التغيير التي هبّت على مصر في أعقاب الثورة أحمد زعزاع الأمل في مستقبل أفضل وبينما بدأت المجموعات المحلية تعمل في مجال البيئة والمساعدة القانونية وحقوق الإنسان قرر المهندس المعماري بدوره المشاركة مع زملائه المهنيين في مجال البناء والاضطلاع بدور فعّال لإحداث التّغيير. “أردنا تجسيد الفكرة التي تعتبر أنّ الهندسة المعمارية يمكنها أن تكون في خدمة مجتمع بأكمله ولا تكتفي بزبون واحد وسعينا على وجه التّحديد إلى تجميع مهاراتنا ومعارفنا العلمية لمساعدة أفراد المجتمعات المحليّة المحرومة لتستفيد من عدالة السّكن ومن أحياء وبنية تحتيّة أفضل.”

يعتبر أحمد أنّ إحدى أكبر العقبات أمام تحسين التّخطيط الحضري تكمن على مستوى الصراع بين المجتمعات المحليّة المهمشة وأصحاب المصلحة. لذلك تتمثّل مهمّة عشرة طوبة في سد الفجوة بين هذين الطرفين من خلال التخطيط والتصميم التشاركيين. “التّخطيط الحضري هو مجال واسع جدّا ويشمل العديد من الاختصاصات مثل الهندسة المعمارية والهندسة والنقل… ونحن نسعى إلى إرساء مسار تشاركي يغطّي جميع أصحاب المصلحة مع تنزيل المجتمع المحلّي في محور ذلك المسار.”

تولّت شركة عشرة طوبة إلى حدّ الآن إنجاز مشاريع لتطوير البنية التحتية والخدمات في القاهرة والجيزة ولإعادة تصميم الفضاءات العامة في القاهرة بالتّعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا كما أعدّت سلسلة من الرسوم المتحركة حول العدالة الاجتماعية في التّخطيط الحضري ويقول أحمد في هذا الصّدد: “يتطلب الأمر عملا حثيثا على مستوى المناصرة والبحوث لكن حتّى لو انحصر تأثيرنا على جانب محدود من المشروع الذي كان قد يلحق أضرارا بالمجتمع المحلّي فنحن نعتبر انّنا حقّقنا نجاحا باهرا.” كما تسعى الشركة إلى رفع الوعي بحقّ الجميع في المدينة: “كلما زاد وعي الناس بحقّ السكن وحقّ الجنسين في النقل مثلا، كلّما زادت التّحفيزات الدّافعة نحو التّغيير.” يعتزم أحمد مع شركائه في إطار مشاركتهم في البرنامج الإقليمي الممول من الاتحاد الأوروبي “ثقافة داير ما يدور”  وبالتحديد في مشروع “التحالفات الثقافية” إنشاء مركز إقليمي لتعليم التّخطيط الحضري تحت مظلة العدالة الاجتماعية.