أيوب، المخرج الأصيل والملهم
يجمع أيوب بين الشغف والأصالة مع لمسة سحريّة في عمله على إنتاج أشرطة فيديو ممتعة وتثير التفكير! مهما تختلف السّياقات، يستطيع أيّوب أن يرسم لوحة تلهم الشباب وتمكّنهم من التعرّف على ذاتهم واكتساح عالم من الإمكانات اللامحدودة.
بينما يقيس العديد من صنّاع المحتوى قيمتهم اعتمادا على الأرقام، يؤمن أيوب إيمانا راسخا بضرورة الالتزام بأفكاره وقيمه ويرفض أن يجعل التّقييم الخارجي يحدّد نجاحه. يشعر ايّوب بالسّعادة عندما يصنع محتويات تنقل حقّا الأفكار التي يؤمن بها ويسعى جاهدا لإلهام وتمكين غيره بدلا من الاكتفاء بالرّكض خلف تحقيق الانتشار والشعبيّة.
حلم أيّوب منذ طفولته بأن يخرج الأفلام ويساهم في تطوير صناعة السينما في المغرب. يقول في هذا الصّدد: ” عندما نكتشف شغفنا في سن مبكرة، يضفي ذلك ألوانا نابضة بالحياة على حياتنا ولولا ذلك الشّغف تبدو لنا الحياة رتيبة”.
بدأت رحلته كصانع محتوى خلال سنته الثانية في المدرسة الثانوية عندما اقتنى كاميرا بنية إنتاج فيلم قصير مع زملائه في الفصل. لم ير الفيلم النّور ابدا بسبب الامتحانات والالتزامات الأخرى، إلا أن شغف أيوب برواية القصص بدأ يظهر. في صائفة 2016، بينما كان بمفرده في غرفته، أمسك بالكاميرا وغمرته رغبة إبداعيّة جامحة. واجه إثر ذلك العديد من التحدّيات ليجمع فريقا لإنتاج فيلم قصير فقرر ممارسة مهاراته وتعزيزها وصوّر الفيلم بنفسه. حمّل أول شريط فيديو له وسُرّ كثيرا عندما أعجب به المشاهدون لتشكّل تلك التجربة نقطة تحوّل في رحلته الابداعيّة.
يستوحي ايّوب من كل مرحلة من مراحل حياته ويعتمد على تجاربه الشخصية لتسجيل أشرطة فيديو تحفيزيّة تتناول التحديات التي تواجه الشباب اليوم. يهدف ايّوب عبر أشرطته إلى مساعدة الشباب على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهم المهنية ومشاركة الأفكار والدروس المستفادة من رحلته الخاصة ليتجنّبوا الأخطاء التي ارتكبها.
يعتبر ايّوب أنّ تحقيق التوازن بين الاستمرارية والرؤية الفنية يشكّل أكبر التحديات التي يواجهها في مجال صناعة المحتوى حيث يتطلب حرصه على أن يكون في مستوى تطلّعات جمهوره مع الحفاظ على نمطه الفني والابداعي النّجاح في خلق توازن هشّ للغاية. لا يتوقّف أيّوب عن استكشاف الأفكار الجديدة وتوسيع مجاله الإبداعي مع الحفاظ على نسق انتاجاته وتغذّي هذه التحدّيات رغبته في التقدّم كصانع محتويات قادرة على شدّ انتباه جمهوره.
إضافة إلى صناعة المحتوى، يستمتع أيوب بالعزف على الكمان ويحبّ مشاهدة الأفلام والعدو وبما أنّه من هواة السّينما فهو كثيرا ما يستوحي من تقنياته لنقل المشاعر والتأثير على وجهات النظر.
من أكثر الأعمال التي يفخر بها ايّوب هو عمله على إخراج وانتاج شريط وثائقي بالتعاون مع جمعية لإنشاء الآبار في منطقة الأطلس بالمغرب لفائدة السكّان في الجهات التي تعاني من ندرة المياه الصالحة للشرب وقد شعر أيّوب بفخر شديد عندما شهد التّأثير الذي أحدثه شريطه الوثائقي وأدرك أنّه سلّط الضّوء على قضيّة شديدة الأهميّة. منحته أيضا رحلته كسفير للنوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي فرحة لا توصف وفخرا لا متناهيا خاصة عندما رأى انعكاس تلك المشاعر في عيني والدته.
بالنسبة لأيوب، يمثل الاتحاد الأوروبي الوحدة والتّضامن من أجل مستقبل أفضل للبشرية وهو يدرك التحديات الملحة التي تواجه الشباب في المنطقة ويعتقد أنّه لا بدّ من اعتماد برامج اجتماعية وتعليمية مدروسة، وكذلك الاستثمار في ريادة الأعمال الاجتماعية، لتعزيز التنمية الاجتماعية.