يعتبر أستاذ الهندسة البيئية والناشط عبد الحليم خضر انّ أفضل طريقة للدّفع نحو التغيير هي أن تجعل من نفسك قدوة. انطلاقا من هذا المبدأ، قرر إنشاء شركته الخاصة لإطلاق عجلة التغيير وتشجيع طلبته على اتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ. SHABAP (اختصار باللغة الانجليزيّة لتطبيقات البناء المستدام والصحي بأسعار معقولة في فلسطين) هي شركة تهدف إلى استخدام أجهزة الاستشعار منخفضة التكلفة والذكاء الاصطناعي لتقييم الظروف الحالية للمباني واقتراح تحسينات خضراء للحد من استهلاك الطاقة والمياه وتحسين جودة الهواء داخل المنازل الفلسطينية.
إضافة إلى فوائدها المتوقعة على الصحّة البشريّة و جودة الحياة، تعمل الحلول البيئيّة التي تعتمدها شركة SHABAP على تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل خضراء وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع. يؤكّد عبد الحليم في هذا الصّدد أنّ ” النّاس يحتاجون إلى إدراك القدرات الكامنة والمتعدّدة لريادة الأعمال فالأمر لا يقتصر على البيئة بل يعني كافّة جوانب الحياة”.
ويقول إن التحدي المتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري هو أكثر إلحاحا في العالم العربي حيث تشكّل ندرة الموارد أحد أكبر التهديدات للحضارة الإنسانية. “لدينا مسؤولية تجاه أوطاننا بحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة وهي الرّسالة التي أردت نقلها إلى الطّلبة الفلسطينيين عندما فكرت في هذا المشروع. بوصفنا فلسطينيّين وعرب لا يمكننا أن نتنحّى جانبا بل يجب أن نكون جزء من الحلّ.” من خلال مشاركته في برنامج التّأثير الأخضر في المتوسّط (GIMED) ، طور عبد الحليم نموذجا مهنيا للأعمال الخضراء وتصميما بيئيا كاملا لـ SHABAP يتمنّى أن يراه رائدا في مجال الحلول الخضراء في فلسطين.
برنامج التّعاون عبر الحدود في حوض البحر الأبيض المتوسط للآلية الأوروبية للجوار هو أكبر مبادرة للتّعاون عبر الحدود ينفّذها الاتحاد الأوروبي تحت مظلّة الآليّة الأوروبيّة للجوار وهو يجمع الأقاليم السّاحليّة لأربعة عشر بلدا من بلدان الاتحاد الأوروبي والبلدان الشريكة.
يسعى البرنامج إلى تعزيز التنمية العادلة والمنصفة والمستدامة على ضفّتي الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع رفع التحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة المشتركة من خلال تمويل مجموعة متنوعة من مشاريع التعاون تقوم على أربعة أهداف محوريّة: المؤسّسات الصّغرى والمتوسّطة وتنمية الأعمال؛ نقل التكنولوجيا والابتكار؛ الإدماج الاجتماعي ومكافحة الفقر؛ البيئة وتغير المناخ.
التّأثير الأخضر في المتوسّط-استثمارات ايجابيّة من أجل تأثير ايجابيّ هو مشروع يمتدّ على ثلاث سنوات بتمويل من الاتحاد الأوروبي تمّ إطلاقه في إطار برنامج التّعاون عبر الحدود في حوض البحر الأبيض المتوسط للآلية الأوروبية للجوار. يهدف المشروع إلى دفع تنمية المشاريع البيئيّة المبتكرة في خمس بلدان متوسطيّة هي اسبانيا ولبنان وفلسطين وتونس ومصر وإيطاليا لخلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الأخضر والدّائري في المتوسّط.
يقدّم مشروع التّأثير الأخضر في المتوسّط التّدريب والمرافقة لفائدة المبتكرين في المجال البيئي والتّشجيعات للاستثمار في قطاع الابتكار البيئي في المتوسّط وكذلك أنشطة لبناء القدرات المؤسّسيّة.