التقت مجموعة من الفنّانين من لبنان وفلسطين وسويسرا لإحداث ضجّة في عالم السيرك التّقليدي عبر إنتاج عرض لألعاب الخفّة يدخل في إطار السيرك الاجتماعي المعاصر.
اعتمدوا في عملهم شعار” التّفكير على نطاق عالمي والعمل على نطاق محليّ” سعيا منهم إلى رفع الوعي بالبعد الثقافي للمنظّمات التي ينتمون إليها.
تقول كاترينا ايقناتيوس من مدرسة فنون السيرك اللبنانييّة Cirquentiel التي أنشأتها جمعيّة Arcenciel: ” نعمل على ضبط العناصر المفقودة لدى كلّ سيرك لنتمكّن من سدّ تلك الفجوات”.
انطلق التّعاون في بداية هذه السّنة بين Cirquetiel اللبناني و مدرسة السيرك في نابلس بفلسطين و Cirqu’en Choc السويسري ليخوضوا معا تجارب ممتعة حيث يشرف الجانب السّويسري بخبرته المطوّلة في مجال العروض المعاصرة على تدريب العاملين لدى Cirquentiel و مدرسة السيرك بنابلس لاكتساب المهارات الضروريّة لإدارة مدارس السيرك.
قالت كاترينا في هذا الصّدد: ” تمكّننا هذه التّقنيات من توجيه رسالتنا لتصل إلى المزيد من النّاس لأنه من الممتع أن نراها بشكل مباشر ولا نكتفي بسماعها. نحاول نقل الرّسالة عبر جسدنا وتعابير وجهنا والحركة والرّقص مثل المسرح ممّا يسمح بإثارة مشاعر الجمهور”.
مازال السيرك المعاصر يشكّل مفهوما جديدا في لبنان حيث من المزمع أن يدور العرض الذي ستقدّمه المنظّمات الثلاث خلال شهر سبتمبر القادم وقد أكدت لنا كاترينا أنّ مبادرتهم طرحت العديد من التحدّيات خاصّة أنّها تتناول مسائل اجتماعيّة حارقة: ” ليس من السّهل أن نتناول المسائل الحسّاسة مثل التّمييز لأنّ ذلك مرفوض في معظم الحالات. لكنّنا نريد أن نفعل شيئا تجاه ذلك ولا أن نكتفي بمجرّد الحديث”.
اضطلع برنامج ثقافة داير ما يدور المموّل من الاتحاد الأوروبي بدور محوريّ في تعزيز التّعاون بين هذه المنظّمات الثلاثة حيث عقدت اجتماعات وورشات عمل في تركيا وتونس و بلدان أخرى لمساعدة 14 فنّانا على تحقيق التّوازن الذي مكّنهم من العمل معا رغم المصاعب والاختلاف.
تعتبر كاترينا أنّ ذلك يبرز أهميّة المبادلات الثقافيّة: ” الانفتاح على الغير ايجابيّ في كلّ الحالات وكذلك الأخذ والعطاء والتّفكير فيما نتعلّمه ونكتسبه”.