تمسك سارّة بهاتفها وبحاسوبها المحمول دون أن تتوقّف بين دروسها الجامعيّة عن كتابة ما يخالجها من احباط وأمل في مستقبل أفضل. تبلغ سارّة 21 سنة وتعتبر أنّ الهاتف والحاسوب هما أشرس سلاح تمتلكه لتواصل الحوار ولإحداث تغيير إيجابيّ.
تقول سارّة: ” “في ذلك الوقت، اعتبرت اسرتي قراري بمثابة “المهمة الانتحارية” بسبب الوضع السياسي في لبنان لكنّني كنت أشعر في أعماقي أن ذلك هو ما كنت شغوفة به”. في بحثها عن مجال توجّه نحوه تطلّعاتها اكتسبت الكثير من المعارف النظريّة والخبرة عبر انخراطها في حزب الكتائب اللبناني. تعرّفت سارّة في تلك الفترة على مشروع صوت شباب المتوسّط وهو برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي يقدم خبرة عملية في مجال التّناظر والقيادة وصنع السياسات والعديد من المهارات الأخرى.
تستحضر سارّة مشاركتها في المشروع بقولها: ” كانت لي الفرصة لأطّلع بطريقة عمليّة على كيفيّة التصرّف خلال المناظرات والنّقاش مع الغير بطريقة ملائمة وبنّاءة حتّى عندما لا يكون النّقاش حضوريّا. لقد صنع منّي برنامج صوت شباب المتوسّط أنسانا مختلفا!” وأصّرت أيضا على أهميّة اكتساب تلك المهارات وممارستها في الحياة اليوميّة ” فهي ليست كفاءات يولد بها الانسان ومع ذلك فنحن نستعملها في حياتنا اليوميّة”.
تتطرّق سارّة في مدوّنتها إلى محاور مختلفة من أزمة الكهرباء والغاز إلى الفساد والتّعليم والحقّ في التّصويت وهي تدرك جيّدا أنّ الطّريق نحو التّغيير لن يكون سهلا وأنّ التّغيير لن يحدث بين عشيّة وضحاها لكنّها مازالت مفعمة بالأمل:” عندما يتطرّق أحدنا في لبنان إلى هذه القضايا فذلك يعتبر إنجازا عظيما. لا وجود طبعا لأيّ وصفة سحريّة لكن عندما نزرع بذرة الأمل في شخص واحد يمكن إحداث تغيير عميق لفائدة الجميع”.
مؤسّسة آنا ليند هي منظّمة دوليّة تعمل انطلاقا من المنطقة المتوسطيّة على النّهوض بالحوار بين الثقافات ومع المجتمع المدني لمجابهة انعدام الثقة المتزايد والاستقطاب. تروّج المؤسّسة للاحترام المتبادل والمعارف المعمّقة ضمن مجتمعات المنطقة الأورومتوسطيّة وذلك من خلال تجميع الناس للعمل على مشاريع مشتركة في مجال التعليم والإعلام والثقافة ومشاركة الشباب. تعمل مؤسّسة آنا ليند في 42 دولة من دول الاتحاد من أجل المتوسط.
صوت شباب المتوسط هو البرنامج الرائد للحوار بين الثقافات الذي يموله الاتحاد الأوروبي في مختلف أنحاء جنوب المتوسط وأوروبا. يقوم البرنامج على نظرية التغيير التي تحوّل النقاش الذي يقوده الشباب إلى عمل سياسي من أجل مجتمعات شاملة ويصل بين المجتمع المدني والتّعليم وصنّاع السياسات في 42 دولة عضوا في المسار الأورومتوسّطي. يسعى البرنامج إلى تمكين الشباب لتعزيز ثقافة الحوار و المساهمة في السياسة العامة وصياغة الخطابات الإعلامية وخلق فهم مشترك مع النّظراء عبر المنطقة المتوسطيّة حول كيفية معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك في مجتمعاتهم المحليّة.