تقع المنيا على الضفة الغربية لنهر النيل وهي محافظة ريفية مهجورة من السياح والخدمات العموميّة على حد السواء. في هذا السياق القاتم نوعا ما، ظهرت حاضنة تياترو الصّعيد للفنون المسرحية كمنارة للمشهد الفنّي المزدهر.
انطلقت الحاضنة في شهر ماي/مايو 2023 بدعم من برنامج CREACT4Med المموّل من الاتحاد الأوروبي وحملت معها نفسا من الابداع والالهام إلى المنطقة وقد قال في هذا الصّدد مصطفى محمّد، مدير مشروع تياترو الصّعيد:” تواجه منطقة المنيا الكثير من المشاكل من بينها عجز الفرق المسرحيّة على العيش والاستدامة حيث أغلقت مثلا 8 فرق من أصل 20 فرقة هنا بسبب جائحة كوفيد 19 أو بسبب ضعف المعارف في مجال إدارة الفنون”.
تياترو الصّعيد هو فرقة مسرحيّة تحمل تاريخا مطوّلا في مجال الأداء وهي تسعى إلى تغذية الرّوابط بين الفنّانين والمجتمع من خلال توفير فضاء للتّعبير الفنيّ والابداع. شرح لنا مصطفى أنّه توجد في المنيا “12 فرقة مسرحيّة تعدّ أكثر من 200 فنّان لكنّها لا تستطيع النّفاذ إلى التّدريبات والورشات المتوفّرة في القاهرة لذلك نعمل على سدّ هذه الفجوة من خلال الاستجابة إلى احتياجات الفنّانين محليّا دون الحاجة إلى السّفر”.
كان تياترو الصّعيد في البداية ينوي احتضان ثلاث فرق لكن سريعا ما غمرته المطالب واختار تمديد دعمه لفائدة عدد إضافي وينتفع حاليّا المشاركون الذين أسعفهم الحظ للالتحاق بالحاضنة من أربع ورشات أساسيّة حول إدارة الفنون والتمثيل وإدارة المسارح وكتابة السيناريو.
قال مصطفى: ” يتقاسم المدرّبون الذين جاؤوا من القاهرة خبرتهم في مجالات متعدّدة مثل اختيار الممثلين وجمع التّمويلات والإضاءة”.
إضافة إلى الورشات، ستوفّر الحاضنة دعما ماليّا لمساعدة الفرق المسرحيّة في إنتاج عروض جديدة: “نريد تمكين تلك الفرق لتطبّق المهارات والمعارف التي اكتسبتها وتصل إلى تقديم عروضها في مقرّ تياترو الصّعيد”.
اختتم مصطفى حديثه بقوله:” فريق التياترو شغوف بدعم المواهب المحليّة ويسعى إلى تعزيز بيئة فنيّة مستدامة ويتمثّل هدفنا الأوّلي في خلق مشهد لفنون الأداء يكون مفعما بالحياة هنا في المنيا في الصّعيد ثمّ في كافّة أرجاء مصر”.
تابعوا تياترو الصّعيد على: