شهد الأسبوع الماضي مرحلة هامّة من دورة حياة مشروع كليما ميد حيث عقدت لجنته التّوجيهيّة اجتماعها الأخير في بروكسل، للاحتفال بسبع سنوات من العمل المناخي الدّؤوب عبر المنطقة المتوسطيّة. برئاسة كريستينا كاسيلا، مديرة برنامج العمل المناخي في الادارة العامّة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج وأندريا فيرا، رئيسة قسم الاتصال والبيئة والمناخ، إلى جانب فريق كليما-ميد، كان الحدث أكثر من مجرد خاتمة رسمية، بل احتفالا بالإنجازات واعترافا بالالتزام وإعادة تأكيد على رحلة المناخ المستمرة التي تتواصل حتّى بعد نهاية المشروع. حضر الاجتماع أكثر من 80 مشاركا، حضوريّا وعبر الإنترنت، يمثلون المدن المستفيدة والوزارات والمنظمات الشريكة وجمعيات المدن.
قدم فريق كليما ميد أدوات التعلم القيمة التي ستستمر في خدمة المدن المتوسطيّة: استراتيجيات العمل المناخي لكل بلد، ودليل إعداد خطط العمل المناخيّ والنّفاذ إلى الطّاقة المستدامة، ودليل تمويل المناخ. تمثل هذه الموارد، التي تم تطويرها من خلال سنوات من الخبرة العملية والتعاون، إرثا حيا لنقل المعرفة. إلى جانب هذه الأدوات، عرض الفريق أهمّ المشاريع وقصص النجاح الملهمة التي خلّفت تأثيرا حقيقيا قابلا للقياس في جميع أنحاء المنطقة ليؤكّد أن الالتزامات المناخية يمكن ترجمتها فعلا إلى فوائد مجتمعية ملموسة.
تم طرح وجهات نظر مقنعة من لبنان، مثل خارطة الطريق لخطط العمل المناخيّ والنّفاذ إلى الطّاقة المستدامة التي تم إعدادها مع برنامج CEDRO V، والتي قدمت استراتيجية طويلة الأجل للطاقة المستدامة، وتركيب 24 نظاما للطاقة الشمسية الكهروضوئية في 14 قرية لتشغيل مراكز الرعاية الصحية والمدارس والمباني البلدية والمكتبات، وتحسين الخدمات مع الحدّ من التلوث. اكتسبت البلديات رؤية واضحة من خلال المشاريع ذات الأولوية التي تعالج آثار تغير المناخ وتتكيف معه مع دمج أولويات خطط العمل المناخيّ والنّفاذ إلى الطّاقة المستدامة في خطط التنمية الاستراتيجية.
في مواجهة تغير المناخ، جاء رفع الوعي ضمن أكبر التحدّيات المطروحة وأعربت بلدية الكرك الأردنية عن تقديرها لكون تركيز خطط العمل المناخيّ والنّفاذ إلى الطّاقة المستدامة ساعد على رفع وعي الموظفين وبيّنت كيف أنّ هذا النهج ألهم مسابقة الادارة الخضراء للنهوض بقدرات البلديات. كانت النتائج مذهلة، مما يشير إلى إمكانيّة إضفاء الطابع المؤسسي على العمل المناخي محليا. لكن مازال رفع الوعي بأهميّة المناخ يتطلّب المزيد من الجهود حيث مازالت المعارف محدودة والفهم غير منتشر كما أنّ تغيير السّلوك يُواجه بالمقاومة وهنالك صعوبات في الوصول إلى الجماهير المستهدفة إضافة إلى تضارب الأجندات مع أولويات الحياة اليومية.
في نهاية الاجتماع، لاقت الملاحظات الختامية الكثير من الاهتمام والعواطف. قدم نجيب أمين، رئيس فريق كليما-ميد، كلمة ملهمة قال فيها: “خلّف لنا المشروع إرثا من الالتزامات الملحّة والقدرات الإبداعية والمؤسسات الصّامدة. نتلقى كل يوم طلبات تعاون من الحكومات والمدن في 19 بلدا من البلدان المنخرطة في ميثاق رؤساء البلديّات المتوسطيّة، مما يدل على أننا أحدثنا تأثيرا إيجابيا وأن المدن في جنوب المتوسط تسير في المسار الصحيح.”
سوريا