أسبوع القاهرة للمياه 2024
16 أكتوبر 2024
الكلمة الافتتاحيّة للسّفير كريستيان بيرجي، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر
نعلم جميعا أنّ الماء هو الحياة وهو أساس جميع النظم الإيكولوجية، ومع ذلك وبينما نتحدث، يكافح ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم للحصول على مياه نظيفة وآمنة. هنا في مصر وعبر مختلف أنحاء المنطقة المتوسطيّة، أصبحت ندرة المياه حقيقة يومية يزيد تغير المناخ في تفاقمها مما يؤدي إلى ارتفاع وتيرة حالات الجفاف والفيضانات ونقص المياه. الأرقام تثير القلق حيث تشير التقديرات إلى أنّه بحلول سنة 2025 سيعيش 1.8 مليار شخص في مناطق تكون فيها ندرة المياه مطلقة. لذلك تكتسي محادثات اليوم أهميّة حيويّة.
لكن اليوم لا يتعلق الأمر فقط بالتحديات بل بالحلول والفرص والدور الأساسي الذي تضطلعون به أنتم الشباب في هذه الرحلة. الاتحاد الأوروبي يدرك جيّدا أنكم القوة الدافعة للابتكارات التي ستحل هذه المشاكل. يجب أن تكون الحلول محلية ومستدامة ومدعومة بإبداع رواد الأعمال والمبتكرين الشباب في مجال المياه، مثلكم تماما.
في هذا السّياق، يسعدني أن أعلن اليوم عن إطلاق العديد من المبادرات المهمة التي من شأنها أن تدعم رحلتكم وتعزّز صوتكم على مستوى الخطاب العالمي بشأن المياه.
في إطار مبادرة فريق أوروبا المندمجة للأمن المائي والغذائي، أنا فخور بالإعلان عن إطلاق برنامج سفراء النوايا الحسنة للمياه في الاتحاد الأوروبي. من خلال هذه المبادرة، ستتمّ تسمية روّاد شبّان مثلكم كسفراء شباب للمياه في الاتحاد الأوروبي، مكلفين بالدعوة إلى الحفاظ على المياه والقدرة على التكيف مع المناخ في جميع أنحاء مصر وخارجها. ستمكنكم هذه المنصة من العمل جنبا إلى جنب مع بعثة الاتحاد الأوروبي والحكومات المحلية والمنظمات الدولية، لإحداث تغيير حقيقيّ على أرض الواقع.
بالإضافة إلى ذلك، نعمل حاليّا على إطلاق مركز الاحتضان H2O لمساندة رواد الأعمال والمبتكرين الشباب في مجال المياه. سيكون المركز بمثابة نقطة انطلاق لأفكاركم من خلال توفير الموارد والإرشاد والتمويل لتطوير المشاريع التي تعالج مسألة ندرة المياه وإدارة مياه الصرف الصحي والزراعة المستدامة. تعكس هذه المبادرة التزام الاتحاد الأوروبي بالاستثمار في الحلول الشبابيّة، مما يضمن أن تكون التقنيات المبتكرة جزءا من حل أزمة المياه.
نحن ندرك جيّدا أنّ الحلول الدائمة يجب أن تكون ذات طابع محليّ. لذلك، يلتزم الاتحاد الأوروبي بدعم سياسة الملكية في مصر من خلال ضمان استجابة المبادرات لاحتياجات المجتمعات المحلية وقدرتها على أن تعكس أولويات مصر. من خلال تمكين الشباب عبر التعليم والتدريب على المهارات وريادة الأعمال، نحن نبني مستقبلا صامدا.
في الختام، أودّ أن أعرض عليكم تحدّيا بحثّكم جميعا على استخدام هذه المنصة للابتكار والقيادة وتخطّي الحدود. ندعوكم إلى توخّي الجرأة في التّفكير والشجاعة في العمل. الحلول لأزمة المياه ستنبع عن أشخاص مثلكم – الشباب المبتكر وروّاد الأعمال والمناصرين المستعدين لتحمل المخاطر وإحداث التغيير.