إنه لمن دواعي سروري البالغ أن نعقد هذا الحوار السياسي رفيع المستوى الأول على الإطلاق، وآمل أن يكون هناك المزيد من هذه الاجتماعات في المستقبل. بالطبع، نتمنى جميعًا لو كان هذا الحوار يجري في ظروف مختلفة. اسمحوا لي أن أعرب مجددًا عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني إزاء الخسائر الفادحة في الأرواح والدمار في غزة. لقد أدنا الحصار الشامل للمساعدات إلى غزة، ويجب على إسرائيل إعادة تقديم المساعدات الإنسانية بالكامل. خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، دعمت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح أكثر من 4000 شخص من غزة إلى مصر، بمن فيهم العديد من المرضى وذوي الاحتياجات الطبية.
في الضفة الغربية، نشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع. يشمل ذلك نزوح عشرات الآلاف من السكان، فضلًا عن تقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم. أودّ أيضًا أن أضيف هنا أن الاتحاد الأوروبي يعارض بشدة سياسة الاستيطان الإسرائيلية، بما في ذلك في القدس الشرقية وما حولها. نحن ندعو إسرائيل إلى وقف توسعها الاستيطاني، كما فرضنا عقوبات على المستوطنين المتطرفين، وسأعمل على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن فرض المزيد من الإجراءات التقييدية. كان التعاون الأمني بين إسرائيل وقوات الأمن الفلسطينية بالغ الأهمية، وينبغي تعزيزه. في نهاية المطاف، موقف الاتحاد الأوروبي واضح بشأن استحالة حل هذه الحرب بالوسائل العسكرية. إن استئناف المفاوضات هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة كلا الجانبين. نؤمن إيمانًا راسخًا بحل الدولتين المتفاوض عليه. ومن خلال بعثة الشرطة الأوروبية، يُمكننا أيضًا مواصلة مساعدة السلطة الفلسطينية في تعزيز مؤسساتها، ولا سيما الوزراء المعنيين بالأمن والعدل. كما ناقشنا احتياجات الشرطة المدنية الفلسطينية، بما في ذلك احتياجاتها في حفظ الأمن في غزة مستقبلًا، كما أن بعثة الشرطة الأوروبية مستعدة لتقديم الدعم في هذا الشّأن.
سوريا