أصحاب السعادة، أيها المشاركون والضيوف الأعزاء،
شكرًا على دعوتي للتحدث هنا عن دفع الهيدروجين الأخضر في مصر. من شأن التحول النظيف المستدام أن يوفّر للجميع طاقة نظيفة ووفيرة وبأسعار معقولة، وكذلك الأمن الطاقيّ.
يعد الهيدروجين الأخضر بإنهاء الاعتماد على إمدادات الطاقة غير الموثوقة ولهذا السبب نهدف في الاتحاد الأوروبي إلى إنتاج عشرة ملايين طن من الهيدروجين المتجدد سنويًا وسنستورد أيضًا 10 مليون طن أخرى من الخارج ممّا يستطيع أن يعوّض ما يناهز 50 مليار متر مكعب سنويا من الغاز المستورد. لتحقيق هذه الأهداف، نحتاج إلى الاستثمار في القاعدة الصناعية وتعزيزها وإنشاء نظام أكثر شفافية يكون مدفوعا بالاستثمار وصديقا للابتكار، وهو على وجه التحديد ما يبحث عنه المستثمرون في مختلف الأسواق.
يشكّل العمل المناخي في مجال الطاقة بما في ذلك الهيدروجين أولوية رئيسية في تعاوننا مع البلدان الشريكة ونحن نعمل مع مصر وعدد كبير من البلدان بشأن هذا الموضوع في إطار شراكات فعليّة. لقد وقعنا على شراكة الهيدروجين الأخضر مع مصر في نوفمبر 2022 خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف ونحن نشهد خطوات حقيقية وملموسة من جانب الحكومة لمواصلة هذه الشراكة إذا تمّ تأسيس مجلس الهيدروجين الأخضر المصري بنجاح وقد رصد الاتحاد الأوروبي تمويلات لدعم المجلس في تنفيذ استراتيجيته، فور الاعتماد الرّسمي لإستراتيجية الهيدروجين المصرية. ويؤكد عدد مذكرات التفاهم الموقعة بين مصر والمستثمرين الدوليين في مجال توليد الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر الإمكانات التي أطلقتها مصر.
يتمتع الاتحاد الأوروبي بخبرة كبيرة يمكن مشاركتها ويمتلك الوسائل اللازمة للمساعدة، باعتباره أكبر ممول للمناخ في العالم، حيث يقدم مع الدّول الأعضاء أكثر من 40% من التمويل العام للمناخ في العالم. نستخدم المساعدة التقنيّة ومنح الاستثمار وبناء القدرات بالإضافة إلى الضمانات للحد من المخاطر وتعزيز الاستثمارات الخاصة في مختلف البلدان.
بما أنّنا نريد تقديم صفقة خضراء لأوروبا، وجعل الاتحاد الأوروبي المثال الرائد للانتقال العادل والمستدام، فإننا نعتقد أنه يجب أن نتحلى بالمصداقية اللازمة لنكون قدوة لغيرنا ومن ثم يمكننا حقًا أن نحدث فرقًا في مستقبل كوكبنا. سيكون الهيدروجين النظيف المنتج من مصادر الطاقة المتجددة من ضمن الأصول المصريّة ويمكن أن يكون الهيدروجين خفيض الكربون جزء من الانتقال، لكن الهيدروجين المتجدد فقط هو الكفيل بأن يؤدّي بنا إلى الحياد المناخي والأمن الطّاقيّ.