رغم التحديات، لا يزال لبنان بلدا يتمتع بإمكانيات هائلة، حيث تتصدر أنظمة التعليم والتدريب في طليعة الجهود المبذولة لدعم القدرة على الصمود والتعافي والتنمية. تؤكد سيمونا رينالدي، خبيرة تنمية رأس المال البشري ومسؤولة الاتصال القطري للبنان لدى المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب على أهمية دعم لبنان في هذه الأوقات الصّعبة: ” التحديات المتعددة التي يواجهها لبنان لا تقلّ ضخامة عن إمكاناته. وبالتعاون مع الشركاء الدوليين، تلتزم المؤسسة الأوروبية للتّدريب بدعم تطوير أنظمة التعليم والتدريب التي يمكن أن تمكن موظفيها وتعزز التماسك الاجتماعي وتمهيد الطريق للتعافي ولبناء مستقبل أكثر إشراقا”.
يشارك لبنان بنشاط في مسار تورينو وهو تحليل تشاركي لأنظمة وسياسات التعليم والتدريب، مما يساهم في إصلاحات السياسات القائمة والمستقبلية في هذا المجال. بيّن أحدث تقرير (2023) أنّ التعليم والتدريب المهني الأولي متاح لكنّ جاذبيّته محدودة بسبب التصورات المجتمعية التي توليه قيمة أقلّ من التعليم الأكاديمي، في حين أن التعليم والتدريب المهني المستمر متخلف ولا تُرصد له التّمويلات والدّعم الكافيين.
تشمل أيضا مبادرات المؤسسة الأوروبية للتّدريب دعم وزارة العمل في تحسين الانتقال من المدرسة إلى العمل وتطوير استطلاعات الرّأي ضمن أصحاب العمل كما تعمل مع وزارة التّربية والتعليم العالي على تنفيذ أنشطة التوجيه المهني وتعزيز دور المستشارين المهنيين في المدارس العامة في مساري التعليم العام والتعليم والتدريب التقني والمهني.
توضح ليلى إيمرسون، مديرة البرامج لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، أن المؤسسة الأوروبية للتّدريب تعمل مع بعثة الاتحاد الأوروبي والجهات المعنيّة اللبنانيّة على تدريب المعلمين على التوجيه المهني حتى يتمكنوا من توجيه الطلبة بشكل أكثر فعالية: “يكتسي التوجيه المهني أهميّة بالغة في مواجهة تحديات التعليم وسوق العمل في لبنان”. تتماشى هذه الأنشطة، التي يتم تنفيذها بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي، مع الأجندة الأوروبيّة الجديدة للمتوسّط، التي تؤكد على تمكين الشباب ودمج التعليم ومشاركة القطاع الخاص.