من 2020 إلى 2024، قام برنامج ثقافة داير ما يدور برحلة تحويلية عبر منطقة جنوب المتوسط تشمل الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس والجالية السّوريّة والليبيّة. تتمثّل مهمّة برنامج ثقافة داير ما يدور في تمكين المنظمات والمبادرات والمجامع القائمة والواعدة، وكذلك المهنيين الناشئين العاملين بنسق حثيث مع المجتمعات المتنوعة وقد سعى البرنامج إلى إثراء المشهد الثقافي خارج المراكز الحضرية الهامّة وفي المناطق المحرومة.

على مدار أربع سنوات، واجه برنامج ثقافة داير ما يدور العديد من التحديات واختبر قدرته على التكيف. شكلت جائحة كوفيد 19عقبة كبيرة أدّت إلى التحول من الاجتماعات الحضوريّة إلى الجلسات عبر الإنترنت في السّعي لمنح الأولوية للسلامة. وعلى الرغم من هذه التحديات، مكّن عزم شركاء التّنفيذ من الإنجاز النّاجح للأنشطة المبرمجة في السّنة الثانية من حياة المشروع مما يدلّ على التزامهم الرّاسخ تجاهه. مع وصول المشروع إلى سنته الثالثة، استمرت التحالفات الثقافية والمبادرات التي يقودها الشباب وثلاثي: التعاون عبر الحدود في خضمّ الاضطرابات السياسية، مما بيّن قدرة البرنامج على تجاوز المصاعب التي تطرحها البيئات المعقدة.

في سنته الأخيرة، واجه برنامج ثقافة داير ما يدور عقبات إضافية مع اندلاع الابادة الجماعية في غزة، مما أدى إلى إلغاء الكثير من الأحداث والتّظاهرات الهامّة.  على امتداد فترة تنفيذه، قطع المشروع خطوات محوريّة على مستوى كافّة المخرجات. من الصياغة والتنفيذ الناجح ل 11 تحالفا ثقافيا إلى الاشراف على ثلاثي: التعاون جنوب-جنوب و شمال  الذي يعدّ 30 مديرا ثقافيا، عزز مشروع ثقافة داير ما يدور التعاون المؤثر الذي أسهم في إثراء المنظومة الثقافيّة.

وتشمل الإنجازات الجديرة بالذكر تنفيذ مبادرات بحثية ومشاريع إنتاجية ضمن المبادرات التي يقودها الشباب، فضلا عن إعداد حقيبة تضم 11 أداة باللغتين العربية والإنجليزية لدعم التطوير التنظيمي والشراكات.

إضافة إلى ذلك، جمعت أكاديمية النظم الحيويّة 155 مشاركا للمبادلات بين الثقافات وضمن النّظراء خلال ثلاث جلسات كانت لها نتائج هامّة مما ساهم في إثراء الروح التعاونية للبرنامج.