بصفتنا أوروبيين، سنواصل تعزيز الحوار الشامل والمشاركة والملكية المشتركة والاحترام المتبادل. سنعمل على ما يوحدنا ويربطنا، وليس على ما يفرقنا، وسنركز على الأولويات المشتركة مع تنزيل الانان في صميم عملنا. وبصفتنا الاتحاد الأوروبي، سنواصل العمل على المستوى الإقليمي بناءً على شراكات متكافئة. اليوم يمثل أيضًا محطة شخصية لي، حيث كنت قد شاركت في مؤتمر برشلونة في نوفمبر 1995 كممثلة عن المجتمع المدني – في قاعة مختلفة عن تلك التي دارت فيها العمليّة السياسية – لذا يمكنني أن أنظر إلى الوراء على امتداد 30 سنة من دروس الشراكة، ما ينبغي فعله وما ينبغي تجنبه.
كُتب الكثير وقيل الكثير عن برشلونة وسياسة الجوار الأوروبية واتفاقيات الشراكة وسياسة “المزيد مقابل المزيد” وأولويات الشراكة المجددة لبعض الشركاء والاتحاد من أجل المتوسط و الأجندة الحالية للمتوسط والبوابة العالميّة وبرامج الشراكة القُطرية مع مصر والأردن، وغير ذلك الكثير. أنا دائما أحثّ على الصراحة الفكرية، وعلى استخلاص الدروس بعناية. سأستمع دائمًا للمظالم وخيبات الأمل… لأنها مشاعر حقيقية تستند في كثير من الأحيان إلى تحليلات سليمة وليست مجرد تصورات. وسأطلب منكم أيضًا أن تستمروا في تقديم مقترحات بناءة، واقعية وعملية، من أجل مستقبل أفضل أو مسار مختلف.
نحن بحاجة إلى هذا التقييم الصادق للمضي قدمًا، وإشراك جميع شركائنا مجددًا في خلق منطقة تعاون مشتركة. وهذه خطوة ذات أهمية سياسية للجميع، خاصة في ضوء تركيز الاتحاد الأوروبي على وقف الحرب في أوكرانيا، والتوسّع مع أكثر من 10 شركاء، وإدارة عالم متعدد الأقطاب. نريد معًا تحديد إطار للتعاون قائم على إجراءات ملموسة، وبمنهج عملي (توسيع المبادرات الحالية وتحديد مبادرات جديدة) – يجب أن يكون واقعيًا، ومركّزًا، وقابلًا للتنفيذ. نحن نتدارس حاليًا ثلاثة محاور رئيسية: التنمية البشرية والاقتصاد والسلام والأمن، مع مقاربة شاملة لقضية الهجرة، عبر محاور العمل الثلاثة لكن كل شيء مرتبط بنتائج المشاورات مثل تلك التي تجري اليوم.