تبدو أكاديميّة النّظم البيئية في الوهلة الأولى كتظاهرة للتّشبيك لكنّها في الواقع مساحة مستقلّة تربط بين احتياجات التعلم المختلفة وتعزز تبادل المعارف بين الحاضرين. بالنسبة إلى النّسخة الثانية، كانت التطلّعات رفيعة المستوى بعد أن دارت النّسخة الأولى بنجاح في العاصمة الأردنيّة عمّان السنة الماضية ممّا ألهم فريق ثقافة داير ما يدور لإعادة التّجربة وتحسينها أكثر.
أشرفت على نسخة هذه السّنة مبادرة MitOst وشهدت مشاركة المتحصّلين على منح من المكوّنات الأربع للبرنامج في مخيّم ديرا الجميل في منطقة نويبع المصريّة.
بمشاركة الفريق الموسّع للبرنامج والضّيوف، تقاسمت المجموعة بيئة فريدة وطموحة ربطت بين ممثلي جهات مختلفة ضمن الدّوائر الثقافيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
على غرار تكنولوجيا الفضاء المفتوح، حضر المشاركون في أكثر من 32 جلسة شعروا خلالها بالرغبة في تبادل خبراتهم وممارساتهم التقنيّة من خلال وسائل مختلفة من اختيارهم.
بعد أيام طويلة من المحادثات، مثّلت سماء الليل الصافية ونسيم البحر الأحمر والرمال تحت الأقدام مجالا مغريا للقراءات المسرحية وعروض الأفلام والدّردشات المطوّلة حول نار المخيّم بشأن محاور المهمة من بينها طرح اسئلة حول سبل استقلال النّظم الثقافيّة في المنطقة والطرق المختلفة لتبادل المعارف والتعلم من ممارسات بعضنا البعض.
تمّ اختتام النّسخة الثانية من الأكاديميّة بعرض موسيقيّ قدّمته فرقة بدويّة محليّة. اختلط المشاركون مع النّغمات في نسمة الليل الدّافئة لمواصلة مدّ الجسور وتبادل القصص.
التّظاهرة من تنظيم برنامج داير ما يدور وهي مثال حيّ عن أهميّة ربط الصّلة بين النّاس في تعزيز فنّ التّعاون.
النّظام البيئي للمعاملين في قطاعي الفنون والثقافة والمجتمع المدني داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس نكرة، وبالتالي ساهمت الرّوابط التي بنيت خلال الأيام الثلاثة في تعزيزه وأعطت دافعًا قويًا للتعاون ونقل المعارف مستقبلا ضمن هذه البيئة المتماسكة فيما بينها.