يؤثر العنف القائم على النوع الاجتماعي على ملايين النساء والفتيات كل سنة عبر الحدود والثقافات والأجيال. في تونس، انخرطت بعثة الاتحاد الأوروبي بقوّة في الحملة العالمية لل 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، من خلال تنظيم حدثين رئيسيين يتمحوران حول الفن والالتزام الجماعي.
يوم 3 ديسمبر 2024، استضافت قاعة سينما الريو في تونس، وهي فضاء رمزي مفعم بالتاريخ والفن، حدثا بارزا بدعم من الاتحاد الأوروبي والوكالة الاسبانيّة للتّعاون الانمائي الدّولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان. استكشف الحدث الدور القوي للفن في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي. افتتحت الأمسية بفيلم وثائقي بعنوان ” جاء دورك” لمحمد سعيد يعرض ورشة عمل مسرحية حول العنف الإلكتروني. أشرف على تنشيط ورشة العمل رؤوف بن يغلان وقد تمّ إعدادها بالشراكة مع المعهد العربي لحقوق الإنسان لتكون مساحة للتفكير والبناء الجماعي ضدّ العنف عبر الإنترنت، الذي يشكل تهديدا متزايدا في العالم الرقمي.
أمّا الفيلم القصير الموالي بعنوان “ما وراء الواقع” للمخرج بشير زيّان فقد شدّ انتباه الجمهور من خلال الغوص في القصّة المؤثّرة لحياة، وهي شابة ضحية للعديد من أشكال العنف، الجسدي والنفسي والرقمي. تمّ إنجاز هذا العمل بدعم من بدعم من الوكالة الاسبانيّة للتّعاون الانمائي الدّولي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وقد كان له تأثير كبير على المشاهدين وساهم إجمالا في رفع الوعي. دار إثر العرض نقاش ثري جمع بين النشطاء والفنانين والخبراء، الذين حللوا القدرة الفريدة للفن على التنديد بالعنف وتعبئة المجتمعات من أجل التغيير الدائم كما بيّنت تلك المبادلات أن مكافحة العنف تتطلب التآزر بين جميع الجهات الفاعلة: المجتمع المدني والفنانون والمؤسسات والمواطنون.