يحتفل الاتحاد الأوروبي وتونس اليوم، 17 جويلية/ يوليو، بالذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية الشراكة بينهما. تأتي هذه الذكرى في فترة تشهد توترات جيوسياسية قوية، في مواجهة التشكيك في تعددية الأطراف والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، وفي مواجهة التحديات العالمية العديدة (المناخ والهجرة وغيرها).

وقد أرسى هذا الاتفاق الرائد في المغرب العربي إطارا متميزا ومبتكرا لتطوير الحوار والتعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي. على مدى العقود الثلاثة الماضية، واصلت هذه الشراكة نموّها وهي تستند إلى أهداف مشتركة تتمثّل في التنمية المستدامة والتضامن والتطلع إلى الازدهار المشترك بين ضفّتي المتوسط. مكّنت الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس من إقامة تعاون في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وسمحت بتبادل ثريّ ومنتظم لوجهات النّظر حول مجموعة واسعة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

يجسد توقيع مذكرة التفاهم سنة 2023 وإعداد الميثاق من أجل المتوسط هذا العام مرحلة جديدة في العلاقة بين تونس والاتحاد الأوروبي والرّغبة من خلال ذلك واضحة وتتمثّل في جعل هذه الشراكة أساسا للاستقرار والمبادلات والتضامن لمساعدتنا على الاستجابة للعديد من التحديات المشتركة في منطقة وعالم يمر بتغير عميق وسريع.

بمناسبة هذه الذكرى الثلاثين، يريد الشريكان بث روح جديدة في علاقتهما. يركز الحوار الاستراتيجي الذي بدأ في السنوات الأخيرة على التحديات المستقبليّة المشتركة: تغير المناخ والإدارة الإنسانية والتضامنية لتدفقات الهجرة والابتكار التكنولوجي والتدريب والأمن الغذائي. ويدعونا الاحتفال بهذه الذكرى السنوية إلى التفكير في الفرص المتاحة لتعميق الشراكة، على أساس الاحترام المتبادل واحترام القيم الأساسية المشتركة ومراعاة مصالح جميع الأطراف بشكل أفضل، بما في ذلك دعم الشباب وإدماج المرأة والإدارة التشاركيّة للهجرة والإصلاحات الاقتصادية والشركات الصغرى والمتوسطة والتنمية الإقليمية. 

خلال النصف الأول من سنة 2025، سلطت المؤتمرات والمعارض والمنشورات والمشاريع الثقافية الضوء على إنجازات هذه الشراكة الفريدة من نوعها مع فتح حوار شامل حول مستقبلها. كان يوم أوروبا، الموافق ليوم 9 ماي/مايو، حدثا بارزا مع فعاليات في عدة مناطق من البلاد التّونسيّة.