استضافت جمعية منظمي الطاقة لدول حوض البحر المتوسط (ميدريغ) يوم 3 ديسمبر مناقشة رفيعة المستوى في بروكسل بعنوان “تشكيل سوق الطاقة الأورومتوسطية: التقدم والآفاق”. بما أنّ المنطقة المتوسطيّة اكتسبت أهميّة متزايدة بالنّسبة للأمن الطاقي الأوروبي والتحول نحو الطاقة المستدامة، فقد كشف الحدث عن أهمّ الخطوات التي حققها أعضاء ميدريغ الذين في خدمة هذه الأهداف وحدد الأولويات الاستراتيجية الموالية بالاسترشاد برؤى الروّاد في المجال والمستثمرين وصناع القرار والمؤسسات الدولية.
في هذا الصّدد، قال رئيس ميدريغ، عبد اللطيف برضاش: ” جمعيّة ميدريغ هي حجر الزاوية في التعاون التنظيمي وهي تختصّ في بناء مستقبل طاقيّ صامد ومستدام في جميع أنحاء المنطقة المتوسطيّة. اجتمعنا هنا في بروكسل، في القلب النّابض للسياسة الأوروبية، لتسليط الضوء على الممر الذي أنشأناه من أجل تسريع الانتقال الطّاقي والسياسات الموحدة، وتعزيز مجتمع طاقيّ قويّ يقوم على الرخاء والتعاون المشتركين. تحت رئاسة المغرب، وسعت الجمعيّة مجالها إلى ما وراء الحدود بربط المنطقة الأفريقية والعربية والأطلسية من خلال شبكة قوية من الشراكات. بفضل الدعم الموصول من أعضائها، تستعد “ميدريغ” للمزيد من الإنجازات، وتحقيق الاستقرار والابتكار والنمو في منطقتنا بأكملها.”
في الجلسة الأولى التي أدارها مدير ميدريغ، حسن أوزكوك، سلط أعضاء الجمعيّة من الجنوب الضوء على إصلاحات السوق والتطورات الأخيرة التي تساهم، بفضل الدعم المقدم من ميدريغ، في تلبية احتياجات الطاقة الوطنية ودفع التحول نحو الطاقة المستدامة في المنطقة المتوسطيّة، من خلال تسخير التعاون التنظيمي الإقليمي.
أمّا الهيئة المصرية لتنظيم الغاز فقد قدّمت كيف أنّها عززت قدرتها التقنيّة والتنظيمية لتطوير سوق الغاز في مصر بفضل ما اكتسبته من خبرة مع نظرائها في ميدريغ فيما يتعلّق بدخول الأطراف الأخرى ومراقبة السوق. من جانبها، أبلغت هيئة تنظيم الطاقة والمعادن الأردنية عن التحديث المستمر لشبكة التوزيع في الأردن من خلال نشر التخزين والعدادات الذكية والشبكات الذكية، في ضوء أفضل الممارسات التي اطّلعت عليها لدى البرتغال. كما أشادت السلطة الجزائرية لضبط المحروقات بالدّور المحوري الذي اضطلعت به ميدريغ في توثيق العلاقات بين النظراء التنظيميين، وبناء القدرات، وتقديم المشورة القيمة للهيئة التنظيمية الجزائرية، التي ضاعفت قوتها العاملة التنظيمية.
تناولت الجلسة الثانية، التي أدارها ستيفانو بيسيغيني، النائب القارّ لرئيس ميدريغ ورئيس الهيئة التنظيمية الإيطالية للطاقة والشبكات والبيئة، نشر الهيدروجين والتقنيات النظيفة لتقديم مبادرة الطاقة عبر المتوسّط.
قدّمت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة استراتيجية المغرب وعرض الهيدروجين الأخضر الذي أُطلق في شهر مارس الماضي واستقطب قرابة 40 مترشّحا من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل العملية الشفافة والواضحة للمستثمرين. وساهمت الأفكار النيّرة من إديسون ومنظمة البحر الأبيض المتوسط للطاقة والمناخ ومنتدى الغاز في شرق المتوسط والمفوضية الأوروبية والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية في رسم صورة لسياسات الهيدروجين الحالية والمشاريع المبتكرة والتقدم التكنولوجي المنجز في المنطقة المتوسطيّة. كما أبرزت المبادلات الثريّة عدم كفاية البنية التحتية، مما يعيق أو يبطئ تجارة الطاقة في المنطقة ويدعو في ذات الوقت إلى المزيد من التعاون بين أصحاب المصلحة في مجال الطاقة في منطقة المتوسّط.