يوم 15 أكتوبر 2025، شاركت شبكة MED-GEM الممولة من الاتحاد الأوروبي، بالشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومنظمة التجارة العالمية، في استضافة ندوة رفيعة المستوى دارت عبر الانترنت بعنوان “ تمكين التجارة في الهيدروجين الأخضر والسلع المشتقة منه: منظور عبر المنطقة المتوسطيّة”.
جمع الحدث خبراء دوليين وإقليميين لمناقشة الظروف المطلوبة لتطوير أسواق الهيدروجين العالمية والدور المحوري للمنطقة المتوسطيّة في تعزيز تجارة الطاقة النظيفة بين أوروبا وشركائها الجنوبيين. التحق أكثر من 140 مشاركا بالجلسة التي أدارها كاران كوتشار من مركز الابتكار والتكنولوجيا التابع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في بون.
افتتح فرانك ووترز، مدير شبكة MED – GEM ، الندوة بالتّأكيد على أهمية التجارة كمحرك للتعاون المستقبلي في مجال الطاقة بين أوروبا وجنوب البحر الأبيض المتوسط. وأكد أن تحقيق نظام طاقة خال من الكربون في أفق 2050 سيتطلب استثمارات جديدة في التّخزين بقيمة تفوق 9 تريليون دولار أمريكي بما في ذلك خطوط الأنابيب والموانئ ومرافق التخزين، مما يسلط الضوء على الدور الأساسي للشراكات عبر المتوسّط في توفير هذه البنية التحتية.
وقدم جيمس ووكر، رئيس فريق الغازات المتجددة في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، لمحة عالمية عن اقتصاد الهيدروجين المتطور. وفقا لتوقعات تحول الطاقة في العالم لعام 2024 الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، يمكن أن يمثل الهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي ما يصل إلى 14٪ من الاستهلاك النهائي العالمي للطاقة بحلول سنة 2050، لا سيما في القطاعات التي يصعب الحدّ فيها من انبعاثات الكربون مثل الشحن، والطيران، والصلب، والكيماويات. كما عرض نموذج الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لتدفقات التجارة العالمية المحتملة، حيث يبرز جنوب المتوسط وشمال إفريقيا كقوتين ناشئتين في مجال الطاقة المتجددة، لهما طاقات لتصدير الهيدروجين ومشتقاته إلى أوروبا بكلفة منخفضة من خلال خطوط أنابيب وطرق شحن جديدة.
قدم الدكتور مصطفى طعومي، نائب رئيس فريق شبكة MED – GEM، منظورا إقليميا يركز على جاهزيّة جنوب المتوسط ليصبح المنطقة الرّئيسيّة التي تزوّد أوروبا بالهيدروجين المتجدّد وأشار إلى أنّ منطقة شمال إفريقيا يمكن أن توفر ما يصل إلى 18٪ من الطلب الأوروبي على الهيدروجين بحلول سنة 2050، مدعومة في ذلك بإمكانيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الاستثنائية والبنية التحتية الحالية للغاز مثل خطّ الأنابيب المغاربي-الأوروبي وخطّ الانابيب عبر المتوسّط. وعرض الدكتور طعومي الاستراتيجيات الوطنية من المغرب ومصر وتونس والجزائر، وكلها تعمل على تطوير خرائط طريق الهيدروجين الطموحة والممرات عبر البحر الأبيض المتوسط مثل H2Med وممرّ SoutH2.
سوريا