إنه لمن دواعي سروري أن أختتم هذا الحدث رفيع المستوى – قبل الانطلاق في القمة الأولى بين مصر والاتحاد الأوروبي. هنا في هذه القاعة، لدينا أكثر من 300 ممثل لشركات من مصر وأوروبا. وجودكم هنا دليل على حقيقة بسيطة وهي أنّ دوائر الأعمال تدرك أن فرصا جديدة بدأت تتبلور لأن مصر وأوروبا تتقاربان أكثر من أي وقت مضى.
لا شكّ في أنّ علاقاتنا لها جذور عميقة. لكن في العام الماضي، قررنا الارتقاء بشراكتنا إلى مستوى أعلى. وقعنا على شراكة استراتيجية وشاملة جديدة. هذا أكثر من مجرد اتفاق سياسي. لقد بدأت هذه الشراكة في تحقيق نتائج اقتصادية ملموسة. بعد بضعة أشهر فقط من توقيعنا على إعلاننا المشترك، دعوتموني- يا سيادة الرئيس السيسي – إلى القاهرة لحضور مؤتمر استثماري هامّ أعلنت الشركات الأوروبية خلاله عن استثمارات بقيمة 49 مليار يورو في مصر، في قطاعات متنوّعة من الهيدروجين النظيف إلى الرقمنة، ومن التمويل إلى التعليم. لتنزيل هذا الرّقم في إطاره الصحيح: هذا الرّقم يفوق إجماليّ الاستثمار الأجنبي الأوروبي المباشر في مصر.
قمّتنا اليوم هي الخطوة الطبيعية التالية. سنوقع عددا من الاتفاقيات التي ستخلق المزيد من فرص الأعمال في مصر. أولا، نوقع اليوم على قسط جديد من المساعدات المالية الكلية لفائدة مصر، لتصل القيمة الاجماليّة للدّعم إلى 5 مليار يورو. لقد التزمت حكومتكم، سيّدي الرئيس، بأجندة إصلاح طموحة. ونحن من خلال هذه الحزمة، ندعم ونحفز تلك الجهود لأنها جهود حيوية لخلق بيئة أعمال أقوى واستقطاب المزيد من الاستثمارات إلى مصر. هذه ليس أخبار جيدة للاستقرار المالي في مصر اليوم فحسب، بل أيضا لإمكاناتها الاقتصادية في المستقبل.
ثانيا، نحتفل اليوم بانضمام مصر إلى برنامج أفق أوروبا – وهو أكبر برنامج للبحث والابتكار في العالم لا يقتصر على الجانب العلميّ، بل يستثمر أيضا في المشاريع ذات الأهميّة بالنّسبة إلى قدرتنا التنافسية – من الطاقة النظيفة إلى الحوسبة الكميّة. لقد وصل هذا الابتكار إلى السوق ويمكن الآن للباحثين والمواهب المصرية الاستفادة منه أيضا.
في الأسبوع الماضي، قدمنا في إطار المفوضية الأوروبية ميثاق المتوسط وهو عرض لجيراننا الجنوبيين لدمج اقتصاداتنا على نحو أوثق من أي وقت مضى. يتضمن الميثاق العديد من المبادرات التي يمكن أن تستقطب استثمارات جديدة إلى مصر. على سبيل المثال، سنقوم بإنشاء منصة استثمار T-Med لبعث مجموعة من المشاريع في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة عبر المتوسط. وسنفتح مصانعنا في مجال الذكاء الاصطناعي أمام البلدان المتوسطيّة ، حتى تتمكن الشركات في مصر من تطوير حلول الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على أجهزة الكمبيوتر العملاقة الأوروبية.
سوريا