استضاف مقرّ Hydrogen Europe في بروكسل يوم 11 جوان/يونيو 2024 لقاء هامّا يتمثّل في الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الصناعي واللجنة التوجيهية الثالثة لشبكة MED-GEM. في غضون عام واحد فقط منذ إنشائه من قبل الإدارة العامة لمفاوضات الجوار والتوسع لدى المفوضيّة الأوروبيّة، تطور المشروع الثلاثي بسرعة ليصبح حجر الزاوية في مشهد الهيدروجين الأخضر في المنطقة.
من خلال عشرات الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى، وبفضل إعداد تقارير خاصة بكل بلد وتحليلات يقودها خبراء ومجموعة من الندوات على الخطّ والمشاركة الدولية التي تم تنظيمها على نحو مشترك، وسع المشروع شراكاته عبر ثمانية بلدان، مع العمل على استقبال دولتين أخريين، مما يعزز دوره كرافعة في جداول أعمال الهيدروجين الأخضر في المنطقة لكل من الحكومات والهيئات الحكومية والنظام البيئي للشركات والصناعات.
كان الموضوع الرئيسي لاجتماع بروكسل يتمثّل في آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، وهي سياسة للاتحاد الأوروبي مصممة لمنع تسرب الكربون عن طريق فرض ضرائب على الواردات بناء على بصمتها الكربونية. تمت المناقشة الدّقيقة لهذه السياسة، التي من المقرر تطبيقها سنة 2026. شدّدت فاطمة الزهراء الخليفة، المديرة العامة لمجمع الطّاقة الشمسيّة، على الحاجة الملحة للفهم والاستعداد لتدابير بناء الثقة. “يجب علينا إزالة الكربون من صناعاتنا لتظل قادرة على المنافسة في السّوق الأوروبيّة. لقد كانت الأفكار المستخلصة من التدريب على آلية تعديل حدود الكربون قيّمة للغاية”.
طرح كل بلد مشارك رؤى وتحديات فريدة على مائدة الحوار حيث أقر إبراهيم ملاح، ممثل جمعية الصناعيين اللبنانيين وعضو المجلس الاستشاري الصناعي بتأخر البلاد في الاستعداد لآليّة تعديل حدود الكربون لكنه أعرب عن التزامه بالتقدم بدعم من مشروع MED-GEM والمفوضية الأوروبية وحثّ في هدا الصّدد على: “رفع الوعي وتنظيم ورشات العمل لمساعدة صناعاتنا على التكيف مع هذه اللوائح الجديدة”.
يعتبر مراد حجاجي، المدير العام للمجمع المغربي للهيدروجين الأخضر GreenH2 ، آليّة تعديل حدود الكربون محفّزا لإزالة الكربون و ليست حاجزا. وأوضح أن “هذه الآليّة هي فرصة للمغرب لمواءمة صناعاته مع الأهداف البيئية مع الحفاظ على القدرة التنافسية في السوق الأوروبية”.
تمّ اختتام الاجتماع بالتركيز على الخطوات القابلة للتنفيذ والتعاون المستقبلي. أبرز فرانك ووترز المرحلة الموالية المتمثّلة في تحليل الفجوات لتحديد التحديات والفرص في مشهد الهيدروجين الأخضر في المنطقة. واختتم قائلا: “نحن بحاجة إلى تقييم موقفنا وكيف يمكننا سد الفجوات لتحقيق طموحاتنا الهيدروجينية بالكامل”.
في غضون سنة، أثبت مشروع MED-GEM أنه أكثر من مجرد منصة للتواصل حول الهيدروجين المتجدد. وهو لا يقتصر على أن يكون أداة نشطة لتقديم المساعدة التقنية بل أيضا مسرّعا للفرص والشراكات بين بلدانه الأعضاء والاتحاد الأوروبي. من خلال الالتزام والتعاون المستمرين، تستعد البلدان المتوسطيّة في الجوار الجنوبي لأخذ زمام المبادرة في اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي ولتصبح من ضمن المزوّدين المفضلين للاتحاد الأوروبي.