كنت أتطلع إلى هذه النّدوة منذ أن تسلّمت منصبي. لأول مرة منذ سنوات عديدة، لدينا أخبار إيجابية قادمة من الشرق الأوسط.
يمكن إحراز تقدم ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يضطلع بدور في ذلك. إن لم نجلس حول الطاولة ولم نطرح الأسئلة الصحيحة ولم نمارس الضّغط من أجل الشمولية ولم ندافع عن القيم الديمقراطية، فمن سنكون يا ترى؟ نحن أيضا أكبر جهة مانحة وهو الأمر الذي غالبا ما يمرّ دون أن يلاحظه أحد.
الوضع حاليا هش للغاية وكلّ الأمور مترابطة فيما بينها ففرص القادة اللبنانيين الجدد في إصلاح البلاد مرتبطة باستمرار الهدنة بين إسرائيل وحزب الله بينما الاشتباكات مستمرة في كل من غزة وجنوب لبنان والقيادة الإسرائيلية مترددة بشأن العودة إلى حل الدولتين وليست المجموعات السياسية الفلسطينية الوازنة على استعداد للاعتراف بدولة إسرائيل. كما ستحاول إيران استعادة الموقع الذي فقدته ومن المؤكد أن القادة السوريين الجدد يقدّمون خطابا سليما، لكن لا يزال من السابق لأوانه أنّ نقيّم الاتجاه الذي تمضي فيه البلاد.
يجب علينا تقديم المساعدة حيث نستطيع ذلك. لقد ناقشت هذا الأمر بعمق في إطار محادثات العقبة منذ ديسمبر الماضي لأن الشرق الأوسط كان وسيظل منطقة مهمة جدا لأوروبا. هم جيراننا، وعدم الاستقرار هناك له تأثير مباشر على أوروبا، لا سيما من خلال ارتفاع نسق الهجرة والتّهديدات الارهابيّة. إن إسهامنا في استقرار المنطقة أساسي. ولهذا السبب نواصل دعم عملية إعادة الإعمار في سوريا ولبنان، والتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة، وإعادة نشر بعثتنا للمساعدة الحدودية في رفح مما يسمح بنقل الأفراد إلى خارج غزة، بمن فيهم أولئك الذين يحتاجون إلى الإغاثة الطبية. لكنني أريد أن نفعل المزيد. مع الخليج، على سبيل المثال، حيث توجد الكثير من الإمكانات، بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة. ويمكن لميثاق جديد من أجل المتوسط أن يعزز علاقاتنا مع هذه المنطقة.
نحن ندرك جيّدا ما نريد تقديمه:
سوريا