توجد منطقة البحر الأبيض المتوسط في مرحلة محوريّة من مراحل تحوّلها الطّاقي، حيث تواجه التحدي المزدوج المتمثل في معالجة تغير المناخ مع دفع النمو الاقتصادي. في هذا السياق الحرج، يمثل مفهوم “وديان الهيدروجين الأخضر” إطارا استشرافيّا للأنظمة البيئية المتكاملة حيث يتناغم إنتاج الطاقة المتجددة وتوليد الهيدروجين والتطبيقات الصناعية، مدعومة بسياسات واستثمارات وبنية تحتية متخصّصة.
يوم 3 سبتمبر 2024، جمعت ندوة هامّة دارت على الخطّ استضافتها شبكة MED-GEM الممولة من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة خبراء بارزين لاستكشاف تطوير وديان الهيدروجين الأخضر عبر المنطقة المتوسطيّة. وفّر هذا الحدث التاريخي منتدى حيويا للتعمق في الإمكانات التحويلية والتحديات المعقدة في علاقة بهذه التكنولوجيا الواعدة.
حدد فرانك ووترز، مدير شبكة MED-GEM، مسار النّدوة من خلال التأكيد على الدور الحاسم للتعاون بين MED-GEM ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. قال ووترز انّ MED-GEM هي “شبكة الشبكات” التي تهدف إلى تنسيق الجهود بين الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأبيض المتوسط لتعزيز تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، وهو أمر ضروري لإزالة الكربون في المستقبل.
أمّا الدكتور جواد الخراز، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، فقد سلّط الضوء على أهداف وديان الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى دورها في تعزيز استخدام الهيدروجين من المصادر المتجددة، وتطوير البنية التحتية المحلية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي مع الحدّ من انبعاثات الكربون.
تمّ اختتام الندوة بالتّفكير في كيف يمكن لهذه المبادرات أن تدفع التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في مناطقها. سلطت المناقشات الضوء على إمكانات وديان الهيدروجين الأخضر لتحويل مشهد الطاقة في المنطقة المتوسطيّة وتقديم مخطط لمستقبل الطاقة يكون أكثر نظافة وصمودا.