توافق سنة 2018 الذّكرى العشرين لإطلاق المفوضيّة الأوروبيّة لآليّة التّوأمة، إحدى أنجح الآليّات وأكثرها استخداما من قبل الاتحاد الأوروبي في سعيه لدعم بلدان ومناطق الجوار.
بعد أن تمّ مؤخّرا إطلاق آخر مشروع في جمهوريّة مقدونيا اليوغسلافيّة سابقا تجاوز العدد الجمليّ لمشاريع التّوأمة المنجزة خلال السنوات العشرين المنقضية 2700 مشروعا. يهدف المشروع الجديد إلى إرساء تعاون ميداني بين النّظراء مع إدارة الحدود في مدينة سكوبيو سعيا إلى تيسير الإجراءات الجمركيّة ولخلق بيئة ملائمة للأعمال.
بهذه المناسبة قال المفوّض الأوروبي المكلّف بسياسة الجوار و مفاوضات التوسّع، يوهانس هان: “الذّكرى العشرون لآليّة التّوأمة هي فرصة للاحتفال و للتّفكير فيما تمّ إنجازه و كذلك في الآفاق المستقبليّة فعلى امتداد السّنوات العشرين المنقضية نفّذنا بنجاح أكثر من 2700 مشروع توأمة في العديد من المجالات من إصلاح التّشريع الخاصّ باللجوء في صربيا إلى تعزيز الحوكمة الالكترونيّة في جورجيا و من خلال دعمها للتّبادل بين النّظراء تواصل آليّة التّوأمة تحقيق قيمة مضافة ثمينة في مجال تعزيز التّحديث و الجهود الرّامية إلى ترسيخ القيم الأوروبيّة و الإصلاحات الهيكليّة و كذلك في دعم التّغيير و الاستقرار و الأمن و الرّخاء في منطقة الجوار و منطقة التوسّع.
تمثّل التّوأمة شكلا فريدا من نوعه للتّعاون طويل المدى بين الإدارات العموميّة في بلدان الاتحاد الأوروبي ونظرائها في البلدان المترشّحة أو التي قد تترشّح لعضويّة الاتحاد وكذلك في منطقة الجوار وتحثّ مشاريع التّوأمة على إصلاح الإدارة العموميّة و على دعم القيم الأوروبيّة و اعتماد مواصفات و معايير تقوم على تلك المعمول بها في أوروبا و من العناصر الأساسيّة الضّامنة لنجاح هذه المشاريع نذكر الخبرة بين النّظراء التي يوفّرها على الميدان الموظّفون العموميّون من الدّول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من خلال العمل جنبا إلى جنب مع الإدارات العموميّة في البلدان الشريكة.
أمّا في منطقة التوسّع فتعمل التّوأمة على دعم نقل التّشريع الأوروبي واعتماده وتنفيذه وقد وفّرت التّوأمة في هذا الإطار دعما واسع النّطاق للبلدان التي انظمّت إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2004 و 2007 و 2013 فعلى سبيل المثال ساعد مؤخّرا مشروع توأمة مفوضيّة شؤون اللاجئين و الهجرة ووزارة الدّاخليّة في جمهوريّة صربيا على إعداد قانون جديد يتعلّق باللجوء و على اصلاح المنظومة الخاصّة باللجوء في البلاد و تمكّن مشروع التّوأمة من خلال تدابير خاصّة ببناء القدرات من دعم صربيا في جهودها الرّامية إلى مواءمة تشريعها مع المعايير الأوروبيّة المعمول بها في مجال اللجوء.
في منطقة الجوار، تتوجّه مشاريع التّوأمة نحو بلدان الجوار الرّاغبة في تعميق تعاونها مع الاتحاد الأوروبي وعلى سبيل المثال، أفضى مشروع توأمة تمّ ابرامه مؤخّرا مع جورجيا بشأن تعزيز الحوكمة الالكترونيّة إلى اعتماد قانون جديد يتعلّق بالتّوقيع الالكتروني وإطار أوروبي شامل للتحديد الالكتروني لهويّة المبادلات وهو ما يشكّل خطوة هامّة تقطعها جورجيا نحو اندماجيا في أوروبا.
للاطلاع على المزيد