في وقت يتزايد فيه العداء ضد وسائل الإعلام ويتعرض فيه الصحافيون للمضايقة والاعتقال والاختطاف و حتى القتل بسبب قيامهم بعملهم، يكتسب إحياء اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين أهمية أكثر من أي وقت مضى.
في وقت يتزايد فيه العداء ضد وسائل الإعلام ويتعرض فيه الصحافيون للمضايقة والاعتقال والاختطاف و حتى القتل بسبب قيامهم بعملهم، يكتسب إحياء اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين أهمية أكثر من أي وقت مضى. ولم تعد اليوم المعركة من أجل الصحافة الحرة وسلامة الصحافيين مقتصرة على عدد قليل من البلدان التي تمارس القمع، فهناك عدد متزايد من القادة الذين تخلوا عن اعتبار وسائل الإعلام حجر زاوية للديمقراطية، وأصبحوا يتعاملون معها بعدائية. وباتت الهجمات ضد الصحافة الحرة نزعة عالمية متزايدة، الأمر الذي يتطلب معركة عالمية.
وأصبح الشرق الأوسط إحدى أخطر الأماكن للعمل الصحافي، بسبب الصراعات المسلحة، وسوق تهم الإرهاب ضد الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة، وتزايد مراقبة الإنترنت والرقابة، والقوانين التقييدية الخاصة بالجرائم الإلكترونية. وكان لبنان تاريخياً منارة للحرية وكانت وسائل الإعلام اللبنانية رائدة في هذا المجال. غير أن السنوات الماضية شهدت نكسة مقلقة في ما يتعلق بحرية التعبير وحرية الصحافة، إذ تم استدعاء عدد متزايد من الصحافيين وتوقيفهم وتوجيه الاتهامات إليهم نتيجة نشرهم تحقيقات أو تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
الجريمة ضد أحد الصحافيين هي جريمة ضد حرية التعبير. إنها جريمة ضد مجتمعاتنا وقيمنا، والأهم من ذلك أنها جريمة ضدنا جميعاً. وعلينا لمواجهتها توحيد الجهود. لذلك وفي اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، يتعاون الاتحاد الأوروبي مع مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” في مؤسسة سمير قصير ليثبت أن المعركة من أجل حرية الصحافة وسلامة الصحافيين أمر يعنينا جميعاً. فنحن نريد أن يتألق لبنان كواحد من أكثر الدول حرية في المنطقة، وأن يكون مركزاً محورياً للفنانين والمخرجين السينمائيين والكتاب والصحافيين الأحرار.
تندرج حرية التعبير في صميم القيم التي نتبناها في مؤسستينا. فالمجتمعات الديمقراطية والمنفتحة تجعل الدول أقوى وأكثر قدرة على التكيّف مع المتغيّرات. وقد دعم الاتحاد الأوروبي لسنوات العديد من البرامج الوطنية والإقليمية لتعزيز الصحافة المهنية وضمان سلامة الصحافيين وزيادة قدرات وسائل الإعلام في جميع أنحاء المنطقة. وبالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، ستبقى حماية حرية التعبير الأساس لجهودنا العالمية والتزامنا في لبنان. وتوخياً لتحقيق الهدف عينه، عزّز مركز “سكايز” الجهود لتوفير ملاذ آمن في بيروت للصحافيين العرب المضطهدين، وتنظيم ورش عمل للتدريب على السلامة للعاملين في مجال الإعلام، والانضمام إلى التحركات الدولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم الشائعة ضد الصحافيين.
وبمقدار أهمية ضمان حرية الصحافة وحرية التعبير، ينبغي التشديد على أهمية القضاء المستقل والفاعل والمحصّن ضد الضغوط السياسية والتحولات في ميزان القوى. وهذا هو السبب الذي يعمل من أجله الاتحاد الأوروبي ومركز “سكايز” على نطاق واسع لتعزيز قدرات القضاء في لبنان واستقلاليته، وتشجيع الصحافيين والفنانين على اللجوء إلى القضاء إذا وقعوا ضحية الاعتداءات والتوقيف غير القانوني والرقابة.
واليوم نستذكر جميع الصحافيين في كافة أنحاء العالم الذين دفعوا حياتهم ثمناً لممارسة مهنتهم. وإننا نحثّ الحكومة في لبنان ومنظمات المجتمع المدني والشعب اللبناني على الانضمام إلينا في المعركة من أجل حرية التعبير وسلامة صحافيينا. فمواجهة الخطر العالمي هي معركتنا جميعاً.
للاطلاع على المزيد