سيّدي الرّئيس، حضرات أعضاء البرلمان الأوروبي،
قبل خمس وعشرين سنة، كنت هناك، رسم بيان برشلونة هدفه المتمثّل في خلق فضاء للسّلام والرّخاء المشترك حول المتوسّط. ما الذي أنجزناه منذ ذلك التّاريخ؟ وما هي التحدّيات المتبقيّة وما هي أولويّاتنا للمستقبل؟
حسنا، لا أريد أن أبدو متشائما اليوم، لكن يجب أن أقول إن الوضع في جوارنا الجنوبي قد تراجع في بعض الجوانب ولم نحقق البعض من أهدافنا، وما فتئت التحدّيات تطرح نفسها بنسق أسرع من نسق استجابتنا الجماعية لها.
(…)
لقد عقدنا اجتماعا وزاريا مع جوارنا الجنوبيّ في برشلونة خلال شهر نوفمبر الماضي وقد أفضى النّقاش إلى بلورة بعض الأفكار التي أود أن أنقلها إليكم.
أولا، نحن بحاجة إلى نهج شامل في خضمّ العمل على تحقيق استقلالية اقتصادية أكبر. البعض يفضل استخدام مصطلح السيادة، أنا لا أمانع، أيا كان المصطلح لا بدّ أن يعمل المفهوم أكثر على محوري تغيّر المناخ و الرّقمنة. لا شدّ في أنّنh نستخدم هاتين الكلمتين بشكل مكثّف ولن نتوقّف عن ذلك عمّا قريب.
ثانيا، نحن بحاجة إلى خطة استثمارية بناء على نجاح خطّة الاستثمار الخارجي. لكن حجم الاحتياجات كبير جدا بحيث لا نتوقّع الاستجابة لها كلّها من المال العام. نحن بحاجة إلى القطاع الخاص لخلق فرص العمل، خاصة للشباب.
(…)
أودّ أن أبرز الحاجة إلى توجيه مساعدتنا نحو الشباب الذي يحتاج إلى مستقبل آمن ومزدهر.
(…)
أخيرا، لا يمكن العمل على رفع التحديات في المنطقة فقط على المستوى الثنائي بل لا بدّ من تعزيز نسق التّعاون الإقليمي وشبه الإقليمي علما وانّ حجم المبادلات التّجاريّة ضمن بلدان شمال إفريقيا لا يتجاوز 5٪ من الحجم الإجمالي لمبادلات التّجاريّة التي تعرفها تلك المنطقة.
(…)
وعلى أية حال، علينا أن نكون أكثر التزاما بشراكتنا مع المنطقة المتوسطيّة. يجب أن تكون تلك الشراكة أقوى من أي وقت مضى، لأنّنا في أشدّ الحاجة إليها.
بعد 25 سنة من إعلان برشلونة، أكّدت الشّهر الماضي في برشلونة، جميع الدول الممثلة هناك من شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط على هذا الالتزام.
أملي قائم، ودون شكّ، في أن نحصل عل مساعدة ودعم البرلمان الأوروبي.
شكرا
للاطلاع على المزيد