لقد وصلت الحاجيّات الإنسانيّة في سوريا إلى مستويات كبرى حيث 13 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة وأُجبر 6.1 مليون شخص على الفرار من منازلهم ولجأ 5.4 سوريّ إلى البلدان المجاورة امّا في الأسابيع الأخيرة فقد شهد سكّان المنطقة المحصورة بالغوطة الشرقيّة تدهور أوضاعهم وبهذه المناسبة أصدر المفوّض الأوروبي كريستوس ستيليانيدس المكلّف بالمساعدة الإنسانيّة وإدارة الأزمات البيان التّالي:

“تدهور الوضع بسرعة خلال الأسابيع الفارطة داخل المنطقة المحصورة بالغوطة الشرقيّة قرب دمشق حيث تنقص الإمدادات الأساسيّة ومنها الأغذية والمحروقات والأدوية ممّا تسبّب في سوء تغذية حادّ وطوارئ طبيّة ومخاطر متزايدة للأمراض مثل التيفويد والتهاب الكبد ويوجد حاليّا 500 شخصا منهم 137 طفلا في وضع يتطلّب الإجلاء الصحيّ العاجل.

ولمساعدة ذوي الاحتياجات أدعو إلى إتاحة السّبل أما تسليم المساعدات والإجلاء الصحّي بشكل دائم ودون إعاقة حيث لا يمكننا أن نسمح بارتهان المدنيّين بسبب النّزاع السّوري.

أتوجّه بندائي إلى كافّة أطراف النّزاع ليجعلوا من حماية المدنيّين أولويّتهم المطلقة فذلك لا يشكّل التزاما أخلاقيّا فحسب بل هو أيضا واجب يفرضه القانون الإنساني الدّولي.

سيواصل الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة حيثما كان ذلك ضروريّا في سوريا ولكن لن تتوقّف معاناة السّوريّين سوى عند بلوغ حلّ سياسيّ وسنواصل دعمنا الكامل للمسار الذي تقوده الأمم المتّحدة من أجل الخلاص إلى حلّ سياسي تفاوضيّ كأساس لانتقال سياسي بقيادة سورية وفي ظل عملية يمتلك السوريون زمامها من أجل إنهاء النزاع في سوريا طبقا لقرار مجلس الأمن 2254″.

لقد دمّر النّزاع في سوريا البنية التحتيّة الصحيّة ليحرم الملايين من النّفاذ إلى العناية الصحيّة حيث توجد اليوم أقلّ من نصف التّجهيزات الصحيّة في سوريا في وضع عمل ونسجّل أيضا حاجة ماسّة إلى المأوى بعد أن فرّ أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم كما يشهد كلّ يوم ترحيل 6650 شخص إضافيّ وحسب أرقام الأمم المتّحدة يعيش قرابة 2.9 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها ومن ضمنهم 419000 شخص في مناطق محاصرة.

يعتبر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أوّل المانحين للمساعدة الدوليّة وقد تمّت تعبئة أكثر من 10 مليار يورو للمساعدة الإنسانيّة والاستقرار والصّمود لفائدة السّوريين داخل البلاد وفي البلدان المجاورة مثل لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر وفي شهر افريل 2017، تعهّد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء خلال مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة بتقديم أكثر من 3.7 مليار يورو.

سينظّم الاتحاد الأوروبي مؤتمرا ثانيا في بروكسل خلال ربيع سنة 2018 للحفاظ على الأزمة السّوريّة في مقدّمة الأجندة الدوليّة وللحثّ على التّنفيذ الكامل للتعهّدات التي قطعت خلال مؤتمر 2017.

للاطّلاع على المزيد

بيان صحفي

الحماية المدنية وعمليات المساعدة الانسانية – موقع الواب