شكرا سيّدتي الرّئيسة، أعضاء البرلمان الموقّرين،
يعتمد لاتحاد الأوروبي موقفا ثابتا وواضحا إزاء حقوق الإنسان التي توجد في محور عملنا وتشكّل عنصرا أساسيّا لسياستنا الداخلية والخارجية. ونحن نولي عناية خاصّة بالفئات الأشدّ هشاشة وخاصّة منهم الأطفال.
للاتحاد الأوروبي شراكة طويلة الأمد مع المغرب، أحد أقرب جيراننا وأحد أهمّ حلفائنا في العديد من المجالات الاستراتيجية. يتعاون كلّ من الاتحاد الأوروبي والمغرب منذ سنوات عديدة على ملفّ الهجرة ممّا أفضى إلى نتائج معترف بها خاصة في السنوات الأخيرة.
ونحن نتقاسم العديد من الشواغل التي تمّ التّعبير عنها بشأن الأحداث المسجّلة منذ ثلاثة أسابيع في سبتة التي أدت إلى محاولة عدد غير مسبوق من الأشخاص، من بينهم العديد من الأطفال، عبور الحدود الإسبانية المغربية بحرا معرّضين حياتهم للخطر.
وقد أعرب الاتحاد الأوروبي علنا عن موقفه بشأن هذا الأمر ، على عدة مستويات ، وأغتنم هذه الفرصة لأؤكد من جديد تضامننا الكامل مع إسبانيا فيما يتعلق بالجهود التي تبذلها للتصدي لتحديات الهجرة غير النّظاميّة.
ولذلك ، فإننا على ثقة بأنّنا لن نشهد حالات مماثلة مرة أخرى وأنّنا سنحافظ على التعاون الوثيق مع المغرب في كنف احترام حقوق الإنسان والتعهّدات والقيم المشتركة.
ستتطلب الاستجابات الفعالة للتحديات التي تمثلها تدفقات الهجرة مزيدا من الحوار مع المغرب كبلد عبور ومنشأ ووجهة. وبهذه الروح وباسم علاقتنا القوية، نعتبر أنّه من المهمّ أن نعزّز تعاوننا في البحث عن حلول مشتركة حيث يقوم تعاوننا على الحوار والمسؤولية والثقة المتبادلة والاحترام. وهو يهدف إلى توفير حلول ملموسة تشمل معالجة الأسباب العميقة الاجتماعية والاقتصادية للهجرة داخل الإطار الأوسع للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في مجال الهجرة.
وفي هذا السياق، يرحب الاتحاد الأوروبي بقرار تيسير عودة القصر المغاربة غير المصحوبين بذويهم والذين تمّ تحديد هويّتهم على النّحو الواجب، الذي أعلنت عنه رسميّا المملكة المغربيّة قبل بضعة أيام. ونأمل أن يتم تنفيذ هذا القرار على نحو فعال قريبا بما يكفل مصلحة الطفل الفضلى.
لقد كشفت هذه الأزمة أيضا عن الحاجة إلى النّظر إلى المستقبل وتسجيل بداية جديدة في سياسات الهجرة الأوروبية حيث يوفّر الميثاق الجديد بشأن الهجرة واللجوء هذه الفرصة ويقترح شراكات مفيدة للطرفين مع بلدان أخرى.
يثمّن الاتحاد الأوروبي شراكته الوثيقة مع المغرب وهو ملتزم تماما بالتعاون من أجل تحقيق الرخاء والأمن المتبادلين ولرفع التحديات المشتركة. وسيوظّف الاتحاد الأوروبي أيضا هذه الشراكة المتميزة لمواصلة التصدي للهجرة، بما في ذلك –وعلى وجه الخصوص–احترام حقوق الإنسان للمهاجرين وسنفعل ذلك من خلال تعزيز حوارنا ومشاوراتنا واثقين من أن هذا سيؤدي إلى نتائج سياسية وإنسانية تحول دون أن تتكرّر هذه الأحداث في المستقبل.
شكرا لكم.