تحوّل كريم عبيد من مهندس إلى مواطن صحفيّ لتوثيق أهوال الحرب كما شارك في أنشطة المساعدة الانسانيّة المحليّة خلال حصار مدينة حلب مع فريق من الزّملاء الذين يحملون نفس الأفكار والتوجّهات.
انطلقت قصّة كريم الاستثنائيّة وقصّة مركز حلب الاعلامي مع اندلاع الحرب السّوريّة ويقول لنا كريم “لم تكن لي أيّ علاقة بالإعلام لكن في داخلي كنت دائما أحبّ العمل الصّحفي وعندما اندلعت الحرب وجدت نفسي تلقائيّا في هذا الوضع”.
عندما خرجت حلب عن سلطة النّظام سنة 2013 شارك كريم في بعث مركز حلب الإعلامي مع مواطنين صحفيّين يتقاسمون معه نفس الأفكار ومن ثمّة تطوّر المركز ليصبح مؤسّسة اعلاميّة فائزة بجوائز وتتعاون بصفة منتظمة مع أهمّ وكالات الأنباء العالميّة مثل فرانس براس ورويترز والبي بي سي ومركز حلب الإعلامي هو من ضمن المؤسّسات الاعلاميّة القليلة التي عملت في مدينة حلب حتّى سقوط شرق حلب في شهر ديسمبر 2016.
خلال عمله على امتداد ثلاث سنوات لتغطية الأحداث في مدينة حلب الواقعة تحت القصف عاش كريم مع زملائه فترات من اليأس العميق وشهد وفاة العديد من الأصدقاء أمام صمت المجتمع الدّولي إزاء التّسجيلات المعبّرة التي كانوا ينجزونها والشّعور بالتمزّق العميق بين نداء الواجب من جهة والخوف من جهة أخرى: “فكلّ ليلة أقضّيها في حلب أتساءل إن كنت سأستيقظ في اليوم الموالي لأنّ القصف في كلّ مكان وما أن أستفيق و أكتشف أنّني مازلت على قيد الحياة أخرج للعمل من أجل سوريا و من أجل الحقيقة”.
في شهر ماي/مايو 2016 عندما كان حصار شرق حلب من قبل قوات النّظام السّوري وشيكا، مكّنت المؤسّسة الأوروبيّة من أجل الدّيمقراطيّة مركز حلب الإعلامي من دعم لمساعدته للبقاء على الميدان وبما أنّ العمل الإعلامي يرتبط بإمدادات الطّاقة التي تنقطع في حالة الحصار فقد اختار المركز أن يوظّف المنحة التي قدّمتها المؤسّسة الأوروبيّة من أجل الدّيمقراطيّة لاقتناء تجهيزات تشتغل بالطّاقة الشمسيّة ممّا من شأنه أن يضمن مواصلة العمل في المركز.
“لقد ساعدنا ذلك كثيرا حيث واصل المركز عمله إلى آخر لحظة بينما المكاتب الإعلاميّة الأخرى أغلقت أبوابها أو تعرّضت لأضرار أو لم تعد قادرة على التزوّد بالطّاقة وقد أنجزنا كامل التّسجيل الخاصّ بشريط “أخر الرّجال في حلب” باستخدام اللوحات الشمسيّة التي اقتنيناها بفضل منحة المؤسّسة الأوروبيّة من أجل الدّيمقراطيّة”.
“آخر الرّجال في حلب” هو شريط لفت انتباه العالم عند ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل شريط وثائقي سنة 2017 وهو شهادة تاريخيّة عن الكفاح اليومي للخوذ البيض، المجموعة المدنيّة السّوريّة التي عملت على انقاذ ضحايا التّفجيرات في حلب.
للاطلاع على المزيد
المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية – موقع