ناقش اليوم برنامج الأمم المتّحدة للتّنمية والمفوضيّة الأوروبيّة ومعهد الشرق والغرب للدّارسات الأمنيّة الأولويّات والتحدّيات التّنمويّة في المنطقة العربيّة وخاصّة أهميّة تمكين الشباب كمجال جديد للتّعاون التّنموي في المنطقة وشارك في الحوار ممثّلون عن المؤسّسات الأوروبيّة والسفراء العرب لدى الاتحاد الأوروبي وأفراد المجتمع السياسي والتّنموي والبحثي المتواجد في بروكسل.

وقال ماسياي بوبوفسكي المدير العام المساعد للجوار ومفاوضات التوسّع لدى المفوضيّة الأوروبيّة: “لقد أكّدت اجتماعات اليوم مع المنظّمات الشبابيّة الدّور الهام والطّاقة الكامنة العظمى للشباب في تحقيق التّنمية الاقتصادية في الجوار الجنوبي” وأضاف: ” لقد وصلتنا الرّسالة وسنعمل بموجبها حيث تمكين الشبان والشابات من الفرص هو أحد الأولويّات الأساسيّة للسياسة الأوروبيّة المراجعة للجوار التي ننفّذها حاليّا”.

وقد تمّ بناء الحوار حول تقرير التّنمية الإنسانيّة العربيّة للعام 2016: الشباب وآفاق التّنمية في واقع متغيّر الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للتّنمية في نوفمبر 2016 للتطرّق إلى الرّوابط بين الأولويّات الحاليّة للاتحاد الأوروبي ومؤسّساته ودوله الأعضاء والفرص والتحدّيات التي تطرحها وضعيّة الشباب في المنطقة العربيّة.

وتدارس الحوار نتائج تقرير التّنمية الإنسانيّة العربيّة للعام 2016 حول مفعول النّزاعات التي تهزّ العديد من البلدان في المنطقة وكذلك العراقيل التي تمنع الشباب من التمتّع بالخدمات الأساسيّة في مجال التربية والصحّة ومن النّفاذ إلى عمل لائق وحول آفاق الشباب ومستقبله في المنطقة العربيّة.

التّقرير الذي نشره برنامج الأمم المتّحدة للتّنمية هو السّادس في سلسلة تقارير التّنمية الإنسانيّة العربيّة الذي شرع فيها منذ سنة 2002 ويقدّم التّقرير للعام 2016 نظرة شاملة مبرهنة حول الشباب في المنطقة وهو يبرز حقيقة ديمغرافيّة تبيّن أنّ مجموعة الشباب في المنطقة العربيّة هي أكبر مجموعة عرفتها المنطقة العربيّة فثلثي مجموع سكّان المنطقة العربيّة( 370 مليون نسمة) هم من الشباب الذين لا يتجاوز سنّهم 30 سنة أمّا الشريحة العمريّة المتراوحة بين 15 و 29 سنة فهي تمثّل 30% من مجموع سكّان المنطقة العربيّة و هي الشريحة التي ينتظر أن تهيمن على السّاحة التّنمويّة في المنطقة على امتداد العقدين القادمين على الأقلّ.

 وقد أشار مراد وهبة، مدير المكتب الإقليمي للدّول العربيّة لدى برنامج الأمم المتّحدة للتنمية إلى أنّ التّقرير يعتبر أنّ البلدان العربيّة قادرة على تحقيق قفزة كبرى إلى الأمام ودعم الاستقرار وضمان هذه الإنجازات بطريقة مستدامة إذا ما اعتمدت سياسات تمنح الشباب دورا أكبر في تشكيل مجتمعاتهم وتنزّلهم في محور اهتماماتها السياسيّة والاجتماعية والاقتصادية وأضاف بأنّ ” البلدان العربيّة ستحتاج إلى مساعدة كبرى لتحقيق مثل هذه الأجندة التّنمويّة الطّموحة و نحن نتّجه لشركائنا الأوروبيّين لدعم هذا المسار الذي نعتقد أنّه يتماشى تماما مع الأولويّات و المصالح الأوروبيّة الحاليّة فيما يتعلّق بالمنطقة العربيّة”.

وتطرّق الحوار أيضا إلى سبل تفعيل النّداء الذي أطلقه التّقرير يدعو فيه الدّول العربيّة إلى الاستثمار في نمط تنمويّ موجّه للشّباب يبني قدراتهم ويوسّع في ذات الوقت الفرص المتاحة لهم مع اعتبار تحقيق السّلام والأمن ضمن أولويّاته الوطنيّة والإقليميّة.

للاطلاع على المزيد

البيان الصّحفي

تقرير التّنمية الإنسانيّة العربيّة للعام 2016: الشباب وآفاق التّنمية في واقع متغيّر

الجوار الأوروبي-الشباب