في اليوم العالمي للمياه للعام 2021، نحتفل بجميع الطرق المختلفة التي تفيد بها المياه حياتنا. ونعزم على تقدير قيمة المياه كما يجب وحمايتها بشكل فعال للجميع.
ويركز موضوع هذا العام على “قيمة المياه“. فينبغي ألا ننسى أن الحصول على مياه الشرب والصرف الصحي هما احتياجان وحقّان من الحقوق الإنسانية الأساسية، وهما أساسيان لكرامة الإنسان. وفي الوقت نفسه، فإن المياه مورد مشترك، وعنصر بيئي بالغ الأهمية، حيث تُستخدم كأساس لمختلف قطاعات الاقتصاد. ومع ذلك، لا يزال الحصول على مياه كافية وآمنة ومقبولة ويمكن الوصول إليها مادياً وبأسعار معقولة يشكل تحدياً في العديد من أنحاء العالم.
كما تواجه العديد من مناطق العالم، في مواجهة أزمة المناخ العالمية، ظواهر جوية شديدة أكثر قسوة وأطول مدة، أو تغيرات في دورة المياه ودرجات الحرارة، أو ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يضع سبل عيش الناس والنظم الإيكولوجية تحت ضغوط إضافية. ويؤدي ذلك إلى حالة شديدة من ندرة المياه، التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار البلدان والمناطق، مما يؤثر على السلام والأمن ويزيد من أوجه عدم المساواة.
فتؤثر ندرة المياه بالفعل على ربع سكان العالم. إضافة إلى ذلك، فقد تسبب وباء “كوفيد-19” في حدوث أزمة صحية واقتصادية حادة أثرت على التقدم المحرز في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. بينما لا يزال الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي هو أفضل سبل الحماية للحد من انتشار الإصابات وإنقاذ الأرواح.
[…] واستناداً إلى خبرتنا الطويلة في إدارة المياه العابرة للحدود، يشجع الاتحاد الأوروبي بقوة زيادة التعاون والشفافية في إدارة المياه على جميع المستويات ويدعمها أينما أمكن. ففي الشهر الحالي، قد افتتحنا في جيبوتي محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة المتجددة ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الضفة الغربية مجهزة بشبكات لجمع المياه وإعادة استخدامها في الري.
وتتطلب الإدارة المستدامة للموارد المائية اتخاذ إجراءات عالمية في إطار من التعاون الدولي القوي، تتجاوز فوائده قطاع المياه. ويتعين على الجميع أن يقوموا بدورهم كاملاً في ضمان الوصول الآمن والمضمون والمستدام بيئياً للمياه والصرف الصحي في جميع أنحاء العالم.
لذلك، علينا معاً أن نعطي المياه قيمتها الحقيقية، وأن نحافظ عليها لكونها أثمن الموارد الطبيعية للجميع. لنجعل كل قطرة تحسب.
للاطلاع على المزيد