” قبيل اليوم العالمي للعمل الإنساني 2021، نكرم جميع العاملين في المجال الإنساني الذين ينقذون الأرواح ويساعدون أشدّ الفئات هشاشة خلال الأزمات في جميع أنحاء العالم.
لقد ظهر الالتزام والجهود المتفانية التي يبذلها العاملون في المجالين الإنساني والطبي ممن يكابدون يوميّا، وفي ظروف قاسية في أغلب الأحيان، لتخفيف معاناة الملايين ممّن هم في حاجة للمساعدة بأكثر وضوح منذ بداية جائحة كورونا. بيد أنّ الفيروس لا يشكّل اسوأ تهديد يواجهونه. وللأسف فقد فقد 108 من العاملين في المجال الإنساني حياتهم سنة 2020 و تعرّض 125 منهم للاختطاف أمّا سنة 2021 فقد سجّلت إلى حدّ الآن 105 هجمات كبرى على العاملين في المجال الإنساني.
نحن ندين هذه الهجمات ولا بد من مساءلة مرتكبيها. إن إنقاذ الأرواح لا ينبغي أبدا أن يكلف أرواحا ولا ينبغي استهداف العاملين في المجال الإنساني ونحن نحيي شجاعتهم وتفانيهم ونعرب عن تعاطفنا مع أسر وأصدقاء وزملاء أولئك الذين فقدوا أرواحهم بينما كانوا يساعدون غيرهم.
نكرر دعوتنا لكافّة الأطراف في جميع الصراعات في مختلف أنحاء العالم إلى احترام القانون الإنساني الدولي والامتناع عن استهداف العاملين في المجال الإنساني والمدنيين بما في ذلك البنى التحتيّة المدنية ونؤكد أيضا على أهمية الاحترام التام للمبادئ الإنسانية المعترف بها دوليا والالتزام بها.
تواجه الاستجابة الإنسانية تحديات لم يسبق لها مثيل تفاقمت بسبب جائحة كورونا وتغير المناخ كما انّ الفجوة المسجّلة على مستوى التمويل آخذة في الاتساع بينما الاحتياجات تزداد تعقيدا و اتّسم في الوقت ذاته تسليم المساعدات بالمزيد من الصّعوبة و الخطورة. على ضوء ذلك، ستخصّص المفوضية الأوروبية تمويلات للمساعدة الانسانيّة تناهز 11.5 مليار يورو خلال الفترة 2021-2027 وسوف نمهد معا الطريق لمستقبل خطة عمل الأمم المتحدة في أفق 2030 دون أن يتخلّف أيّ كان عن الرّكب.
سنواصل تقديم الدعم لمن هم في أمس الحاجة إليه كلّما تطلّب الأمر ذلك مع العمل عن كثب مع شركاء التّنمية لتحسين صمود الفئات الهشّة من السكان و الاستجابة إلى احتياجاتهم على نحو شامل“.