أصدر المنتدى الأورومتوسّطي لمعاهد العلوم الاقتصادية المموّل من قبل الاتحاد الأوروبي دراسة حول “دور روابط الجوار في التطوّر التّجاري في المنطقة الأورومتوسطيّة” وذلك في إطار مشروع “دعم البحوث والدّراسات والحوارات الاقتصادية للشّراكة الأورومتوسطيّة”.
وتباحثت الدّراسة مفعول الرّوابط الثنائيّة التّاريخيّة وسبل ضمانها لعدد أكبر من التّفاعلات الاجتماعية بين المهاجرين والسكّان الأصليين ممّا يرفّع من حجم التّأثيرات الإيجابيّة للمهاجرين على القطاع التّجاري.
وفي هذا السياق تمّ أيضا تباحث مفعول العديد من المتغيّرات في هيكلة الرّوابط بين التّجارة والهجرة بما في ذلك دور خصائص المهاجرين ومسألة الإدماج الاجتماعي في بلدان الوجهة وقد اعتمدت الدّراسة حالتين دراسيّتين هما بالتّحديد فرنسا (مثال عن بلدان الوجهة) ومصر (مثال عن بلدان المنشأ).
تبيّن الدّراسة أنّ مجموع المهاجرين في فرنسا ما انفكّ يتزايد منذ الستينات وعرف عشريّتين من الاستقرار حيث تشير الأرقام الأخيرة إلى أنّ المجموع قد وصل إلى 7.6 مليون سنة 2013 وهذا يعني أنّ قرابة 220,000 مهاجر وصلوا سنويّا على امتداد فترة التّحليل بين 2000 و2013، 51% منهم قدموا من افريقيا و 34% من أوروبا و يمثّل التّجميع العائلي السّبب الأوّلي للهجرة نحو فرنسا.
وتشير البيانات المصريّة إلى وجود 4 مليون مصري حول العالم ويهاجر أغلب المصريين نحو البلدان العربيّة لأسباب اقتصادية وماليّة بينما الهجرة نحو البلدان الغربيّة تكون بحثا عن التقدّم المهني وللفرار من الفساد الظّاهر والتعصّب الاجتماعي في مصر.
تبيّن الأرقام التّجاريّة في فرنسا أنّ أهم وجهة للصّادرات هي بلدان الاتحاد الأوروبي وتتمثّل السّلع المصدّرة أساسا في المنتجات المصنّعة امّا بالنّسبة إلى تدفّق الواردات تحتلّ بلدان الاتحاد الأوروبي أعلى ترتيب المزوّدين مع الولايات المتحدة الأمريكيّة وتشكّل الصّادرات والواردات نحو ومن البلدان الثلاث (الجزائر والمغرب وتونس) لمنطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط قسطا لا يتجاوز 1% من مجموع الصادرات والواردات رغم أنّ الصّادرات قد عرفت تطوّرا هامّا خلال الفترة المعتمدة للتّحليل.
و تشير ذات الأرقام بالنسبة لمصر في الفترة بين 2000 و 2013 إلى أنّ وجهة الصّادرات المصريّة قد تحوّلت إلى البلدان العربيّة بينما كانت تركّز على الاتحاد الأوروبي و بالنّسبة إلى الواردات فتحتلّ الإمارات العربيّة المتّحدة و الكويت سنة 2013 الصّدارة معوّضين بذلك البلدان الغربيّة و تضمّ التدفّقات التّجاريّة بين مصر و البلدان العربيّة المبادلات الثنائيّة للسّلع المصنّعة و توريد بعض المنتجات القائمة على الموارد الطّبيعيّة (النّفط) امّا التدفّقات التّجاريّة مع الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكيّة و كندا و باقي الشركاء التّجاريين فهي تهمّ مبادلات للسّلع المصنّعة و تصدير بعض المنتجات الغذائية.
فيميز (المنتدى الأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية) جمعية تتلقى التمويل من الاتحاد الأوروبي وتسعى للمساهمة في تعزيز الحوار حول القضايا الاقتصادية والمالية للشراكة الأوروبية المتوسطية، في إطار سياسة الجوار الأوروبية، والاتحاد من أجل المتوسط. ويسعى على وجه الخصوص إلى تحسين فهم الرهانات ذات الأولية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتداعياتها على الشركاء في المتوسط في إطار تنفيذهم لاتفاقيات الشراكة وخطط العمل مع الاتحاد الأوروبي.
للاطلاع على المزيد
“فيميز“: موقع