يسرني أن أطلق فعاليّات الأسبوع الأخضر الأوروبي من جديد وإنه لأمر رائع أن ندرك أن شركاءنا ينظّمون مئات التّظاهرات في جميع أنحاء أوروبا منها تظاهرات صغرى وأخرى أكبر حجما، بعضها في الشمال والبعض الآخر في الجنوب وفي الشرق والغرب.

[…] من المؤلم أن نتبيّن بوضوح أن النشاط البشري يؤثّر سلبا على أشكال الحياة الأخرى حيث يشكّل التلوث تهديدا لبقاء أكثر من مليون نوع نباتي وحيواني برّا وبحرا وهو أحد الأسباب الرئيسية الخمسة لتلاشي التنوع البيولوجي. لا يمكننا أن نكون مهملين بعد اليوم. لذلك نحن مصممون على رفع هذا التحدي من خلال الصّفقة الأوروبيّة الخضراء.

والحقيقة الأخرى التي أصبحنا ندركها يوما بعد يوم هي أنّ صحة الكوكب ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الإنسان وانّ فقدان التنوع البيولوجي واقتحام البشر لموائل الحياة البرية من شأنه أن يخلق تربة خصبة لتنامي الجوائح. عندما نلوث كوكبنا فنحن نلوث أجسادنا وعقولنا.

تعزى وفاة واحدة من أصل 8 وفيات في أوروبا إلى التلوث كما ترتبط العديد من أنواع السرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي بالتلوث.

 إضافة إلى ذلك، نسجّل مسالة أخرى تتمثّل في كون الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع هي التي تتعرّض إلى أشدّ التّداعيات حيث تستهدف التّهديدات أطفالنا الذين قد تعاني أجسادهم غير مكتملة النموّ من مخلّفات بعيدة المدى كما تستهدف المسنّين والمرضى وتؤثّر بشكل غير متكافئ على أفراد المجتمع ملحقة أكثر الأضرار بالمعوزين ومن يعيشون ظروفا اجتماعيّة واقتصاديّة صعبة وبذلك تكتسي مقاومة التلوّث صبغة الكفاح من أجل العدالة والمساواة. 

من أجلهم جميعا ومن أجل الأرض الأمّ، قدمت طموحي الرّامي إلى القضاء على التلوّث في أوروبا وذلك مباشرة بعد تعييني على رأس المفوضيّة الأوروبيّة سنة 2019. وأنا فخورة بكل العمل الذي أنجزناه حيث اعتمدت المفوضيّة الشهر الماضي خطة العمل من أجل القضاء على التلوّث. نحن نعمل على ضبط أهداف جديدة في أفق 2030 لمعالجة التلوث بجميع أشكاله والحد منه إلى المستويات التي لا تشكّل خطرا لصحة الإنسان أو البيئة.

[…] أودّ أن أذكّركم بما قالته مارغريت ميد: “لا تشكّوا أبدا في أن مجموعة صغيرة من المواطنين الذين يتميّزون بعمق التّفكير والالتزام يستطيعون تغيير العالم. في الواقع، ذلك هو العامل الوحيد الذي أحدث تغييرا في عالمنا“.

فهيّا نغيّر العالم سويّا لنجعله خاليا من التلوّث.

للمزيد من المعلومات

البيان الكامل