سيّداتي، سادتي،
الضّيوف الكرام،
أيّها الأصدقاء الأعزّاء،
مرحبا بكم في النّسخة الرابعة عشر من الأيّام الأوروبيّة للتّنمية.
ما كان اجتماع هذا العام حول “الصفقة الخضراء من أجل مستقبل مستدام” ليأتي في وقت أفضل إذ بيّنت لنا جائحة كوفيد-19 مدى الترابط المباشر بين صحة الشّعوب وصحة كوكب الأرض ولا شكّ في أنّه كان من الجليّ حتّى قبل الجائحة أن تغير المناخ هو التحدي الحاسم في عصرنا. لذلك كان يشكّل أولوية قصوى للمفوضيّة منذ اليوم الأول.
نحن نسعى من خلال صفقتنا الأوروبيّة الخضراء إلى أن نكون في الطليعة نحو تحول أخضر وشامل لاقتصاداتنا ومجتمعاتنا وقد جعلت الجائحة هذه المهمّة أكثر إلحاحا ممّا كانت عليه من قبل. لقد تطرّقنا مرارا إلى الرّوابط بين فقدان التنوع البيولوجي وكوفيد-19 أمّا الآن فيجب أن نمرّ إلى العمل. لذلك نزّلت المفوضيّة الأوروبيّة مؤخّرا بمناسبة القمة العالميّة للصحة وبالتّعاون مع الرّئاسة الايطاليّة لمجموعة العشرين مقاربة الصحة الواحدة في صميم إعلان روما.
وهو أيضا الشيء الذي يجب القيام به على المستوى الاقتصادي لأنّ الأضرار التي نلحقها بالمناخ والبيئة على كوكب الأرض تضرّ بدورها برفاه مليارات من البشر في جميع أنحاء العالم لذلك يتبيّن لنا أنّه من الصواب والحكمة أيضا أن نتوخّى الجرأة والسّرعة للاستثمار في صحّة الأرض.
تلتئم نسخة هذا العام من الأيّام الأوروبية للتّنمية بينما نحن نستعدّ لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في كونمينغ حيث نريد أن نتفق على إطار عالمي جديد وقوي للتنوع البيولوجي ليشكّل إطارا لتعبئة جميع المواطنين وجميع مكوّنات الحكومات والمجتمع. أنا متأكدة من أنّ هذه النّسخة ستحدث زخما لنتّجه به إلى كونمينغ إذ ستشهد مشاركة أكثر من 170 منظمة من جميع أنحاء العالم ليكون تبادل وجهات النّظر عالميّا بأتمّ معنى الكلمة. سيمثّل اليومان المقبلان فرصة فريدة من نوعها لتبادل الأفكار والخبرات وسوف يساعد ذلك على إلهام شراكات جديدة وإيجاد حلول مبتكرة.
لا تتعلّق الايّام الأوروبيّة للتنمية بالأفكار فحسب بل وأيضا بالعمل والاتحاد الأوروبي على أتمّ الاستعداد للعمل مع الشركاء لمعالجة فقدان التنوع البيولوجي وأزمة المناخ ولذلك يعمل الاتحاد الأوروبي لتحقيق الالتزامات العالميّة تجاه حماية 30 ٪ من أراضينا وبحارنا وهو أيضا من ضمن أهداف الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي في الصّين كما نسعى أيضا إلى التّرفيع في سقف الطّموحات في الاجتماع السادس والعشرين لم1ؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في غلاسكو.
الاتحاد الأوروبي عاقد العزم على تحويل هذه التحديات إلى فرص اقتصادية ولا شكّ في أنّ طرح السؤال المتعلّق بكيفية ضمان النمو الأخضر سوف يكون محوريّا في تسريع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي لذلك فأوروبا حريصة على أن تكون في الصّدارة عند صياغة الأجوبة في كونمينغ.
أيّها الأصدقاء الأعزّاء،
قد شهدنا خروج الشباب إلى الشارع للدّفاع على صحّة الأرض وهم محقّون في ذلك لأن مستقبلهم على المحك. ويجب أن يكون لأصواتهم تأثير كبير على سياساتنا وإجراءات عملنا لذلك يسعدني أن تشاركنا حفل الافتتاح هذا مجموعة من القادة الشبّان الموهوبين ونحن نودّ هذه السنة أن يتولّى الشّباب تشكيل الحوار.
وأنا واثقة أيضا من أنّ مبادرة مجلس صوت الشباب للمفوضة يوتا أوربيلاينن ستخلق فرصا جديدة للإنصات مباشرة للشّباب. نحن بحاجة لكم ايّها الشباب وبحاجة إلى طاقتكم وحماسكم ورؤيتكم لرفع هذا التحدي الضخم الذي يواجه جيلكم! لأننا نعلم جميعا أنّ الامر سيتطلّب كثيرا من الشجاعة والرّيادة والإرادة السياسية للدفع نحو الصالح العام. لا شكّ في أنّ الوضع جدير بكافّة هذه الجهود ويمكنكم في ذلك التّعويل على أوروبا.
فلنشرع لتوّنا في العمل!