إطلاق منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليّة تدقيق المعلومات باللغة العربية
يناير 3, 2023
مشاركة في
أطلقت مجموعة من الخبراء التقنيّين والاستشاريّين في مجال السياسات والعامِلين في مجال الإعلام، يوم الخميس، منصّة رقميّة مجّانية لمكافحة المعلومات المضلّلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تعتمد هذه المنصّة على الذكاء الاصطناعي لتحديد المعلومات المشكوك فيها والتي يجب التحقّق منها.
جرى تطوير منصّة دليل (أو DALIL بالإنكليزيّة، اختصارًا لمختبر تقييم المعلومات المضلِّلة ورصدها والتحقيق فيها) بدعم مالي سخي من الاتّحاد الأوروبي لمساعدة مدقّقي المعلومات من خلال مكننة عمليّة رصد مصادر الأخبار، التي تستغرق عادةً وقتًا طويلًا، وتحديد الادّعاءات التي ينبغي التحقّق منها. تتضمّن منصّة دليل أدوات مفتوحة المصدر للتحقّق من المعلومات، كما تتيح إمكانية النشر عبر منصّات متعدّدة، ما يجعلها منصّة شاملة لجميع مراحل عمليّة تدقيق المعلومات. كذلك، يوفّر مُنتدى المُستخدِمين، وهو ميزة إضافيّة تقدّمها المنصّة، مساحةً مُبتكَرة لتعزيز التعاون بين مدقّقي المعلومات في المنطقة.
تشكّل منصّة دليل إحدى أولى أدوات تدقيق المعلومات التي تستخدم نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه تصنيف المحتوى باللغة العربيّة. ويكتسب ذلك أهمّية كبرى نظرًا إلى أوجه القصور في عمليّات الإشراف على المحتوى بلغات غير الإنكليزية على شبكات التواصل الاجتماعي، ما ساهم في تفشّي المعلومات الخاطئة والمُضلِّلة وخطاب الكراهية في المنطقة.
تتولّى شركة الاستشارات التقنيّة ‘سايرن’، ومقرّها في العاصمة اللبنانية بيروت، تطوير منصّة دليل، ضمن إطار مشروع الابتكار والمرونة الذي أطلقته الشبكة العربيّة لمدقّقي المعلومات – وهو عبارة عن مبادرة مُموّلة من الاتّحاد الأوروبي على مدى عاميْن، تُنفَّذ بالشراكة مع شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) والجمعية الأردنية للمصدر المفتوح.
في هذا السياق، قال جوريس هيرين، المدير الإقليمي لفريق أداة الاتّحاد الأوروبي للسياسة الخارجية المسؤول عن التمويل: “يسرّنا أن نشهد إطلاق منصّة ‘دليل’ باللغة العربية. هذا جزءٌ من الدعم الذي يلتزم الاتّحاد الأوروبي بتقديمه لمكافحة المعلومات المضلّلة، إلى جانب دعم حرّية الإعلام والمساهمة في توفير بيئات آمنة وصحّية لتداول المعلومات حول العالم“.
كما قالت سجى مرتضى، مديرة الشبكة العربيّة لمدقّقي المعلومات لدى “أريج“، “يواجه مدقّقو المعلومات في العالم العربي تحدّيات كثيرة. فيعمل معظمهم بموارد ضئيلة للغاية، ويواجهون عوائق عدّة في الوصول إلى المعلومات التي يحتاجون إليها للتحقّق من صحّة الادّعاءات. كذلك، لا تتوفّر أدوات لتدقيق المعلومات باللغة العربيّة لتسهيل عملهم. يمكن لأدوات المكننة والذكاء الاصطناعي باللغة العربية تسريع مرحلة الرصد والتحديد هذه، ما يسمح لمدقّقي المعلومات العرب بتركيز مواردهم المحدودة على المجالات التي يستطيعون تحقيق فيها أكبر تأثير ممكن“.
وقد اعتمدت ثماني منظّمات مختصّة في مجال تدقيق المعلومات في أنحاء مختلفة من المنطقة منصّة “دليل“ حتى الآن. وعلى مدى العام المقبل، سوف تؤدّي هذه المنظّمات دورًا محوريًا في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تقوم عليه المنصّة على رصد المعلومات المُضلِّلة على شبكة الإنترنت. وبعد تحسين دقّة نموذج ا لذكاء الاصطناعي، سيصار إلى توسيع قاعدة مستخدمي منصّة “دليل“ وسط مدقّقي المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بالإضافة إلى تطوير منصّة “دليل“، يتيح الشركاء في المشروع فُرصًا لمدقّقي المعلومات ضمن الشبكة العربيّة لمدقّقي المعلومات لبناء قدراتهم بهدف رفع مستوى أمانهم الرقمي، فضلًا عن توفير مكاتب استشارات قانونيّة.