بعد ثلاثة أشهر من 7 أكتوبر، تاريخ انطلاق المأساة بالهجمات الإرهابية لحماس، ثم قصف غزة والعدد الذي لا يطاق من الضحايا المدنيين، عدت إلى الشرق الأوسط، أولا إلى بيروت ثمّ إلى الرياض، وتحدثت مع الجهات المعنيّة في المنطقة.
لقد عاينت أمرين. أولا، الحالة الإنسانية المأساوية لسكان غزة. كنت قد عقدت اجتماعا على الخطّ وحصلت على شرح مستفيض من المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني والعاملين معه في غزة. ومن المؤكد أن الوضع مروع، حيث فقد مئات الآلاف من الأشخاص مساكنهم وحرموا من الغذاء وهم يعيشون أوضاعا بائسة للغاية.
ثانيا، ارتفاع خطر التصعيد في المنطقة، على الحدود اللبنانية – الاسرائيليّة وكذلك في البحر الأحمر. علينا أن نتجنب هذا. علينا أن نتجنب توسّع رقعة الحرب. يجب أن تتوقف الحرب لا أن تتوسع رقعتها. والحل الوحيد لتجنب انتشار فتيل الحرب هو البحث عن حل سياسي للصراع بين إسرائيل وفلسطين وهو ما سيتطلب التزاما قويا من المجتمع الدولي بداء بالشعوب الأوروبية والعربية.
وهذا ما اتفقنا عليه مع الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، لمواصلة العمل الذي بدأناه قبل بضعة أيام من انطلاق المأساة، عندما أطلقنا في نهاية سبتمبر في نيويورك بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة جهود يوم السلام.
لم يكن أحد يفكر في المأساة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، لكن الضفة الغربية كانت تشهد بالفعل مأساة وغزّة أيضا. بدأنا التّفكير في الأمر والبحث عن حل لأن السلام بين الدول العربية وإسرائيل أمر جيد لكنه ليس كافيا.
(…)