تميز موسم صيف 2023 بجفاف غير مسبوق والعديد من حرائق الغابات التي أثرت على حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله، مما وضع أنظمة الحماية المدنية الوطنية في المنطقة تحت الضغط، مع عامل مهم من التزامن علما وأنّ تغير المناخ سيؤدّي إلى تكثيف عدد وحجم حرائق الغابات في حوض البحر الأبيض المتوسط.
تمثل ورشة العمل المخصصة للوقاية من حرائق الغابات والمناطق الطبيعية ومكافحتها قيمة مضافة لأنها جزء من: (i) التعاون الأورومتوسطي في مجال التنمية، (ii) مع مراعاة المخاطر الطبيعية المتزايدة والمدمرة في سياق تغير المناخ، و (iii) خصوصية أنماط الحرائق المرتبطة بالتضاريس وأصناف النباتات.
الإطار المتوسطي للحماية المدنية هو مبادرة من الاتحاد من أجل المتوسط تدعمها المفوضية الأوروبية بهدف تعزيز التعاون بين بلدان المنطقة الأورومتوسطية في مسائل الوقاية والتأهب والاستجابة للكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان. يتمثل الهدف منه في الجمع الفعال بين القدرات اللازمة لتوقع الكوارث عن طريق نظم الإنذار المبكر والاستجابة للتحديات المستقبلية بطريقة تعاونية ومنظمة ومتماسكة وغير ملزمة.
مواصلة لعمل المنصة الإقليمية للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الحماية المدنية، بالتعاون مع المديرية العامة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية والمكتب الوطني للسياسات المدنية، تدخل ورشة العمل هذه في إطار خطة عمل الاتحاد من أجل المتوسط لسنة 2030 التي تكمّل خارطة طريق المشروع المتوسّطي للوقاية من الكوارث الطبيعية وتلك الناجمة عن النشاط البشري والاستعداد والاستجابة لها في دول الشراكة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (PPRD MED).
وهي تهدف أولا وقبل كل شيء إلى محاولة تحديد بروتوكولات تشغيلية عبر الحدود لمنع ومكافحة الحرائق بين بلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، بمشاركة الدول الأوروبية في شمال البحر الأبيض المتوسط، قبل موسم الصيف 2024.