بسبب انعدام العلاجات واللقاحات الفعالة، اتخذت دول شمال إفريقيا، كما هو الحال في أماكن أخرى من العالم، تدابير احتواء شاملة للحد من انتشار كوفيد-19 على غرار إغلاق المطارات والحدود البحرية وتعليق الأنشطة غير الأساسية وإصدار الأمر بعدم مغادرة السكّان لمنازلهم. ولا شكّ في أنّ الأولوية من خلال ذلك كانت تتمثّل في الحفاظ، قدر الامكان، على صحة الناس وأمانهم. بيد أنّ إيقاف نشاط المجتمعات والاقتصادات، أدّى إلى خسائر اقتصادية غير مسبوقة على المدى القصير على الأقلّ.

علاوة على ذلك، لم يكتف الوباء بتدمير الحياة بل كشف أيضا قدرة (أو عدم قدرة) الحكومات على صياغة قرارات وتنفيذها في مجال الصحّة العموميّة والاقتصاد.

يستعرض هذا الموجز بعضا من تلك التحديات والاعتبارات التي لا بدّ من أخذها في الحسبان لاتخاذ قرارات تستجيب مباشرة لكوفيد-19 مع الحفاظ في ذات الوقت على الخيارات الاستراتيجية ويتناول الموجز بالنّقاش ما يمكن للحكومات أن تقوم به للتخفيف من تداعيات الأزمة على المستويات الصحيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الصحّي وكيف يمكن تحويل كوفيد-19 إلى محفّز أو مسرّع لإعادة الهيكلة الاقتصادية والاجتماعية ذات الأهميّة البالغة. 

تمثّل أزمة كورونا الأخيرة تهديدا للصحّة والاقتصاد والمجتمعات في جميع البلدان وتتميّز مناهضة الجائحة في بلدان جنوب وشرق المتوسّط بدرجة عالية من التّعقيد ولذلك توجد حاجة ماسّة لاعتماد استراتيجيّات للتّعاون الأورومتوسّطي في القطاعات الأساسيّة.

تبعا لذلك وحدّ كلّ من مركز الاندماج المتوسّطي و المنتدى الأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية    (فيميز) جهودهما لإطلاق السلسلة المشتركة للموجزات السياسيّة بعنوان ” كوفيد-19 MED BRIEF” بغية تمهيد الطّريق أمام التّحاليل و التّوصيات ذات الأهميّة السياسيّة.