أدّى التغّير المناخي المتسارع على مدى العقود الماضية إلى تفاقم المشكلات البيئية الحالية في حوض البحر الأبيض المتوسّط والتي تنتج عن تضافر عدّة عوامل كالتغيرات في استخدام الأراضي وزيادة التلوّث وتراجع التنوع الحيوي (البيولوجي). تشير التغيّرات الحالية والسيناريوهات المستقبلية لتغيّرات المناخ إلى وجود مخاطر كبيرة وتأثيرات متزايدة على مختلف النظم البيئية والحيوية الهامة كالمياه والغذاء والصحة والأمن خلال العقود القادمة. على الرغم من أنّ سياسات التنمية المستدامة لدول البحر الأبيض المتوسّط بحاجة ماسّة إلى التخفيف من هذه المخاطر إضافة إلى النظر في خيارات التكيّف، إلا أنّها تفتقر حالياً إلى معلومات كافية – خاصة بالنسبة لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط الأكثر تأثّراً – وذلك نظراً لمحدوديّة خطط المراقبة المنهجية ونماذج التأثير. تُبذل حالياً العديد من الجهود والمساعي لتجميع المعرفة العلمية التي تهدف إلى توفير فهم أفضل للمخاطر مجتمعة عبر جهود شبكة الخبراء المعنيّة بالتغيّرات المناخية والبيئية في منطقة البحر الأبيض المتوسّط بدعم من الاتحاد من أجل المتوسّط ومركز الأنشطة الإقليمية للخطّة الزرقاء (الخطّة الزرقاء) (مركز الأنشطة الإقليمية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة/ خطة عمل البحر الأبيض المتوسط)، وتسعى هذه الوثيقة إلى تقديم وعرض الاستنتاجات التمهيدية للتقييم.