في سياق يتميز بتهديدات عالميّة مثل الأزمة الصحيّة الناتجة عن جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ والتّفاوتات على مستوى التنمية في جميع أنحاء العالم، تبدو أهداف التنمية المستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى وتحقيقها أكثر إلحاحا من أي فترة سابقة. وللتّسريع في نسق تحقيق تلك الاهداف، تدعو هذه الورقة إلى ضرورة تنفيذ استراتيجية تقوم على ركيزتين.
تدافع الورقة عن الفكرة التي تعتبر أنّه من الأهمية بمكان التأكيد على الحاجة إلى “نهج الترابط” المتجذر في رؤية للتنمية المستدامة تأخذ بعين الاعتبار البعد الجغرافي وتعدّد المستويات من أجل تنفيذ موجّه على الصعيدين الإقليمي والمحلي وخاصة داخل المنطقة الأورومتوسطية وفي افريقيا. من شأن هذا النّهج أيضا أن يسرّع فعلا في التكامل الإقليمي الذي مازال محدودا في هذا الجزء من العالم.
تبيّن العديد من المؤشرات أن السياق الحالي يتيح فرصة فريدة لاعتماد مثل هذا النهج وبالتالي تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالميّا.
كما تسلط الورقة الضوء على الكيفية التي تضطلع بها المملكة المغربيّة بدور بارز في تنفيذ هذا النهج، نظرا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي والتزامها طويل المدى تجاه التنمية المستدامة كإطار شامل.