تسجّل الجغرافيا السياسيّة عودتها بعد أن أحدثت المنافسة الشرسة والقويّة على النّفوذ والآثار المدمّرة للتّكنولوجيات الحديثة زخما جديدا على مستوى تحليل تأثير الجغرافيا على القرارات السياسيّة.
على امتداد العشريّة المنقضية شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحوّلات عميقة وبعيدة المدى على المستويات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة ساهمت في خلق درجات غير مسبوقة من عدم الاستقرار وعدم اليقين. وأعادت بعض تلك التحوّلات تشكيل الكثير من الخصائص التقليديّة للنّظام الجغرافي والسياسي المعمول به في المنطقة منذ عشريّات وقد تخلّف بعض التحوّلات الأخرى آثارا مماثلة في المستقبل القريب.
البنية التحتيّة هي من ضمن المجالات التي نشاهد فيها بأكثر وضوح تداعيات الدّيناميّات العالميّة والاقليميّة ولذلك فمن شأن الفهم الجيّد للجغرافيا السياسيّة للبنى التحتيّة أن يساعدنا على مزيد فهم التحوّلات الجغرافيّة السياسيّة واسعة النّطاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
ذلك هو بالتّحديد الهدف الذي تسعى هذه الدّراسة إلى بلوغه لسدّ شغور على مستوى الدّراسات العلميّة حول المتوسّط ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عبر التمعّن في المنافسة الجغرافيّة السياسيّة والنّزاع والتّعاون من وجهة نظر استخدام البنى التحتيّة الاستراتيجيّة.
الرّجاء الضّغط هنا لتحميل الإصدار.