تركّز الدّراسات الاتصاليّة بشكل كبير على التّصوير السلبيّ أو غير الممثل للمهاجرين في وسائل الاعلام الذي يتميّز عادة بالإطناب لحشد المزيد من القرّاء أو المشاهدين أو بتوظيف الفاعلين السياسيّين لتلك الأطر لأغراض انتخابيّة واستراتيجيّة ولم يتمّ الاهتمام بالبحوث التي تنكبّ على معرفة متى يكون الاتصال الاستراتيجي لأسباب أقلّ قبحا فعّالا.
رغم ذلك بل بالأحرى بسبب ذلك أعدّت فرق المناصرة والمنظّمات غير الحكوميّة خلال السنوات الأخيرة أدلّة خاصّة بالاتصال حول الهجرة وبسبب منشئها كانت تلك الأدلّة تهدف دائما، على نحو ضمنيّ أو صريح، إلى تعزيز المواقف الايجابيّة تجاه المهاجرين أو الهجرة ضمن المواطنين والنّاخبين داخل البلدان المستضيفة.
تنزّل هذه الدّراسة التّوصية الأكثر شيوعا بين المختصّين، والدّاعية إلى ضرورة استناد الاتصال حول الهجرة إلى القيم، في إطار المؤلّفات العلميّة الموسّعة من خلال تقديم النظريّة النفسيّة لشفارتز حول ” القيمة الانسانيّة الأساسيّة” ثمّ تستخدم بيانات المسح الاجتماعي الأوروبي لتجسيد العلاقة بين تلك القيم والمواقف تجاه الهجرة وهي علاقة راسخة بعدُ في أدب علم النّفس السياسي.
ينتقل التّقرير إثر ذلك إلى دراسة الحملات الاتصاليّة بشأن الهجرة من جانبي المتوسّط كما تنتجها المنظّمات غير الحكوميّة وصنّاع السّياسات العامّة.