سريعا ما تحوّلت الانتفاضة السّوريّة التي انطلقت في شهر مارس 2011 إلى حرب أهليّة عنيفة بين نظام الرّئيس بشار الأسد و العديد من حركات المعارضة المشتّتة و حسب المرصد السّوري لحقوق الإنسان بعد مرور ستّ سنوات نتج عن النّزاع وفاة أكثر من 4700,000 سوريّ و الهجرة القسريّة لأكثر من 4.8 مليون سوري إلى البلدان المجاورة و تهجير 7.6 مليون آخرين داخل سوريا .
وقد شملت الجهود الرّامية إلى معالجة الأزمة خارطة طريق انتقاليّة لسوريا سنة 2013 بنيت على افتراض انّ الأزمة ستحلّ سريعا ولكن أمام فشل محادثات جنيف 1 وجنيف 2 التي ترعاها الأمم المتّحدة بين الحكومة السّوريّة من جهة والمعارضة من جهة أخرى قلّت المبادرات الأكاديميّة والسياسيّة التي تتطرّق إلى مستقبل سوريا.
تماشيا مع هذه الجهود تحاول هذه الدّراسة الاستراتيجية المشتركة تقييم مرحلة ما بعد النّزاع في سوريا عبر 4 أبواب هي بناء الدّولة والمسائل السياسيّة والهيكليّة والقانونيّة؛ والجيش السّوري بعد الأزمة؛ واقتصاد سوريا وخسائر الحرب؛ وامكانيّة حفظ السّلام وهندسة إعادة البناء؛ والمصالحة والأقليات في سوريا.
لتحمل الدّراسة: