مهندسون شبان يتخيلون مستقبل الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

سبتمبر 2, 2025
مشاركة في

جمع مخيّم تونس للهيدروجين الأخضر – من النظرية إلى العمل في الفترة من 7 إلى 11 جويلية/ يوليو 2025، 28 عقلا لامعا من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا على امتداد أسبوع من التعلم العملي والتعاون والابتكار. استضافت هذه النسخة الثالثة من المخيم المدرسة التّونسيّة للتّقنيات ونظمتها شبكة MED-GEM الممولة من الاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي في تونس (H2Vert.TUN) ووزارة الصناعة والمناجم والطاقة والمؤسّستين الرّائدتين في تدريس الهندسة: المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس والمدرسة التّونسيّة للتّقنيات بدعم إعلامي من برنامج الجوار الأوروبي جنوب.

 

حضر المشاركون خلال الأيام الثلاثة الأولى مدرسة صيفية ديناميكية غطّت تقنيات إنتاج الهيدروجين وسلاسل قيمة Power-to-X والأطر التنظيمية ونمذجة الاستدامة. أشرف على سير الجلسات خبراء من كبار المختصّين نذكر من بينهم فرانك ووترز (شبكة MED-GEM) والأستاذ شهاب بودن (المدرسة الوطنيّة للمهندسين) والدكتور مصطفى طعومي (شبكة MED-GEM).

 

لكنّ التّحوّل الفعليّ من النظريّة إلى التّطبيق فقد شهده المخيّم يوم 9 جويلية/يوليو في هاكاثون تواصل على امتداد 48 ساعة حيث واجهت سبعة فرق تحديا يتمثّل في تصميم وادي هيدروجين أخضر قابل للتطوير يستهدف خصّيصا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. عملت الفرق ليلا نهارا حتّى أنّ البعض لم ينم تقريبا واكتفوا بتقاسم شيء من الأكل بينما هم يعملون في الفترات الأخيرة من السّباق على صياغة التّقديم السّريع لحلولهم في جو مشحون من شدّة الضغط والشغف. كان أكثر من نصف المشاركين من المهندسات ليتحوّل الحدث إلى عرض نادر وتمكيني للمواهب النسائية في العلوم والطاقة.

 

اقترح الفريق الفائز، بركة، وادي هيدروجين واسع النطاق في الجزائر يقوم على تحلية المياه بتقنيات متقدّمة وأدوات الذكاء الاصطناعي والمشاركة المجتمعية الشاملة. تستهدف هذه الفكرة الجريئة السوق الأوروبية كما تعد بفوائد محلية على مستوى التّدريب والنّفاذ إلى الطاقة. قال إريك، أحد أعضاء الفريق: ” قام المنظمون بعمل رائع وكانت تجربة متميّزة. لقد تعلّمنا حقّا الكثير في غضون أيام معدودات وأنا منبهر بكميّة المعارف التي اكتسبتها “. تنتمي نور أيضا إلى الفريق الفائز وقد سلّطت الضوء على العلاقة الإنسانية التي بُنيت من خلال التجربة. “أنا ممتنة لهذه الفرصة وقد سُعدت حقا بالمشاركة وبلقاء زملائي المهندسين الملتزمين مثلي بالطاقة المتجددة”.

 

أثارت الفرق الأخرى الاعجاب أيضا إزاء ابداعها وعمق أفكارها. من نهج الاقتصاد الدائري لمشروع Hydrotrade Valley  في قابس إلى H2 Rise في الدخلة بالمغرب، مع إمكانية توفير أكثر من 50 ألف فرصة عمل، ونموذج Smart ZH2 Hub القائم على الذكاء الاصطناعي في جرجيس، برهنت المشاريع على الفهم المعمّق للتحديات والفرص الإقليمية. برزت فكرة أخرى في إطار مشروع Hybourg ، الذي عمل على إعادة تأهيل منطقة صناعية مهجورة في مدينة منزل بورقيبة التّونسيّة وتحويلها إلى مركز هيدروجين بالقرب من مصنع الصّلب ومن الميناء على نمط مدينة دونكيرك. في الوقت نفسه، أكد برنامج Hydrogen Oneو Methanova (الذي يضم مشاركين فلسطينيين وتونسيين) على أمن الطاقة والتعاون عبر الحدود واستراتيجيات التصدير القائمة على الاستدامة والاقتصاد الدائري.

 

مع انتهاء المخيم، بدا من الواضح أن هؤلاء المهندسين الشبان لا يحلمون فقط بمستقبل أكثر خضرة، بل يبنونه فعلا. ومع مبادرات مثل مخيم الهيدروجين الأخضر في تونس، الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي وشركاؤه، لا تفتقد المنطقة للمواهب في مجال الطّاقات النّظيفة للمضيّ قدما في هذا الاتجاه. 

اقرأ في: English Français