النّسخة الثانية من مسابقة InTheirEyes المتنافسون يشاركون في تدريب يلتئم في الأردن: متّحدون في تنوّعهم وأصدقاء رغم المنافسة

يناير 26, 2023
مشاركة في

من 23 إلى 27 أكتوبر التقى المتنافسون والمرافقون في إطار المرحلة الثانية من المسابقة الاقليميّة #InTheirEyes في الأردن لحضور فعاليّات الدّورة التّدريبيّة التي تمّ تنظيمها حول المسابقة وحول أوروبا. تبادلوا على امتداد خمسة أيّام وجهات النّظر بشأن صناعة المحتويات والخوارزميات والاتجاهات السّائدة، لكنهم تقاسموا أوّلا وبالذّات الضحك والدموع والعناق والأسرار والأكلات اللذيذة والكثير من الأشياء الأخرى! وسنمدّكم فيما يلي بتغطية لهذه الأحداث التي كانت مشحونة بالأحاسيس والمشاعر.

 

في نهاية المرحلة الأولى من المسابقة الاقليميّة #InTheirEyes تمّ انتقاء 16 متنافسا بحساب متنفسين عن كلّ بلد مشارك: الجزائر ومصر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وتونس. إثرها اتّجهت الفرق الثمانية مع المرافقين إلى العاصمة الأردنيّة عمّان لمتابعة تدريب يمزج بين الجلسات الاعلاميّة واللقاءات مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والزّيارات الميدانيّة. تمّ تخصيص اليوم الأوّل للاتحاد الأوروبي ومؤسّساته وبرامجه ومشاريعه في المنطقة حيث تداول كلّ من بياترو ايانا، الملحق/ مكلّف ببرنامج لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن وكريستينا مولد و آلاني بابوتسي، ممثلتان عن المفوضيّة الأوروبيّة، الإدارة العامّة للجوار ومفاوضات التوسّع، على تقديم و شرح المحاور الرّئيسيّة للتّعاون الأوروبي مع بلدان الجوار الجنوبي وكذلك دور بعثات الاتحاد الأوروبي في البلدان. ثمّ كانت للمشاركين فرصة اللقاء بسعادة سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن، ماريا هادجيثيودوسيو التي أجابت بكلّ لطف على الأسئلة الموجّهة لها لا فقط بوصفها دبلوماسيّة، بل وأيضا كامرأة عاملة وأمّ. بهذه المناسبة، قدّمت سعادة السّفيرة إلى الشباب رسالة أمل   وجرأة وشجعتهم على أن يعيشوا أحلامهم على أكمل وجه وأن يؤمنوا بطاقاتهم.

 

الاتّحاد الأوروبي في الأردن: كلمات وأفعال

التقى المشاركون في العديد من المناسبات خلال هذا التدريب بالمنتفعين من المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي في الأردن أو تلك التي شارك في تمويلها. نذكر من ضمن المنتفعين، قدماء برنامج إيرسموس +  و المنتفعين من  برنامج التّعليم السّوري  و برنامج ابتكار الأردن حيث تمكن بعضهم من الحصول على منح دراسية لمواصلة دراستهم في الأردن أو في الخارج بينما استفاد آخرون من التدريب والإشراف واكتسبوا خبرات جديدة يسّرت حصولهم على عمل.

تمّ كذلك تنظيم زيارات نذكر من بينها زيارة قرية أورنج الرّقميّة في اربد وهو فضاء للابتكار شارك الاتحاد الأوروبي في تمويله وفي وضعه على ذمّة شباب المنطقة. يحتوي الفضاء على أكاديميّة للتّشفير ومخبر تصنيع (FabLab) من أحدث طراز وكذلك منصّة BIG لأورونج التي تساهم في تنمية المؤسّسات النّاشئة وتدعم مشاريع روّاد الأعمال الشبّان. الزّيارة الثانية كانت إلى مقرّ شركة الحلومي الغذائيّة التي تمتلك أوّل مصنع في اختصاص العجين الغذائي في منطقة الشّرق الأوسط. ساعد البنك الأوروبي لإعادة البناء والتّنمية الشّركة في الحصول على الاشهاد بالمطابقة لمتطلّبات مواصفة ايزو 22000 إصدار سنة 2018 وهي مواصفة جودة تشترط أن تكون جميع المواد الخام في سلسلة التّزويد آمنة ومتطابقة مع المواصفات الدوليّة.

 

أكثر من مجرّد مسابقة…

انطلقت مغامرة #InTheirEyes 2 خلال شهر ماي/مايو الفارط عندما تمّت دعوة صنّاع المحتوى انطلاقا من بروكسل   لتقديم ترشّحاتهم. تلقّت الدّعوة أكثر من 370 ترشّحا من البلدان الثمانية المعنيّة. شارك المترشّحون على مدى أسابيع في الحصص الاعلاميّة واطّلعوا شيئا فشيئا على الاتحاد الأوروبي ومؤسّساته وأنشطته في منطقة الجوار الجنوبي. ثمّ شارك كلّ فريق في زيارة ميدانيّة إلى مشروع مموّل من الاتّحاد الأوروبي في بلده. مثّل هذا النّشاط فرصة للقاء بجميع المنتفعين والخوض معهم في نقاش حول التّأثيرات العمليّة لتلك المشاريع على مساراتهم المهنيّة أو الدّراسيّة أو على مجتمعاتهم المحليّة.

في نهاية المرحلة الأولى، تمّ انتقاء متنافسين من كلّ بلد بناء على جهودهم الموصولة للتّرويج لمبادرات الاتحاد الأوروبي وللفرص المخصّصة للشباب وتحفيزهم على مواصلة المغامرة وكذلك على انتاجاتهم السمعيّة البصريّة وحضورهم عبر مواقع التّواصل الاجتماعي.

 

مغامرة انسانيّة!

ليست #InTheirEyes مجرّد مسابقة، بل هي فرصة ثمينة للشّباب من بلدان وأفق مختلفة للتعرّف على بعضهم البعض وللقاء حول هويّتهم المتوسطيّة المشتركة ولاكتشاف خصوصيّات كلّ بلد. كانوا منذ وقت قصير غرباء لا يعرف أحدهم الآخر أمّا اليوم فهم متّحدون في تنوّعهم وأصدقاء رغم التّنافس وهو ما شرحته لنا غادة جيّدا بقولها:” منذ الاجتماع الأوّل، قال لنا فريق المشروع مرارا وتكرار أنّ #InTheirEyes ليست مسابقة فحسب، بل هي مغامرة انسانيّة. لم أستوعب ذلك في البداية وكنت أقول لنفسي المسابقة هي دائما مسابقة وأنّنا جميعا في وضع تنافسيّ أمّا اليوم وبعد أن قضّيت بضعة أيّام في الأردن فقد فهمت! لقد ربحنا جميعنا الكثير من الأشياء. تعلّمنا من بعضنا البعض وتبادلنا المعلومات حول بلداننا وثقافتنا وأثرينا بعضنا البعض من خلال اختلافاتنا. إن تقاسمنا لهذه اللحظات الفريدة في إطار تجربة إنسانية تتجاوز مجرد المسابقة هو الانتصار الحقيقي لنا جميعا! “

اقرأ في: English Français