تقع كلية أوروبا عند تقاطع الدّوائر الأكاديمية والمبادلات الثقافيّة وهي لا تقتصر على تقديم تجربة تعليميّة لطلبتها. منذ 75 سنة، يواصل هذا المعهد الرائد في مجال الدراسات العليا الأوروبية تشكيل المستقبل وتعزيز العلاقات التي تستمرّ مدى الحياة ورعاية الجيل القادم من القادة والمبتكرين.
بوابة متعددة الثقافات نحو النموّ
تشمل الكليّة جامعة في بروج [بلجيكا] وأخرى في ناتولين [بولندا] وثالثة في تيرانا [ألبانيا] تعمل جميعها على إنجاز مهمة مشتركة. وتتوفّر في الكليّة سبعة برامج ماجستير متطورة، تمّ تصميمها خصّيصا لإعداد الطّلبة لمهن مؤثرة في مجال الشؤون الأوروبية والدولية.
ينطلق سنويّا الطّلبة الذين تمّ قبولهم من أكثر من 50 دولة في رحلة تعليمية استثنائية في كنفها. مريم بوراس، من الجزائر كانت من بينهم العام الماضي وانطلقت في الدّراسة للحصول على درجة الماجستير في الدراسات الاقتصادية الأوروبية بعد قبول ملفّها في ثاني محاولة لها.
لعب التنوع دورا محوريا في رحلة مريم إلى بروج حيث قالت لنا: “ساعدتني كلية أوروبا على تحسين مهاراتي ومنحتني فرصة لا فقط لتعميق معارفي الأكاديمية بل وأيضا للعيش مع أناس ينحدرون من خلفيات متعدّدة ولاختبار ثقافات متنوّعة “.
وكانت للمغربيّة زينب الحناوي، خريجة الدراسات متعددة التخصصات، تجربة مماثلة في الحرم الجامعي التّاريخي بناتولين. حدّثتنا عن الفترة التي قضتها هنالك معتبرة أنّها معلما تحويليا أثّر بعمق على حياتها الشخصية والمهنية: “قبل الالتحاق بكليّة أوروبا، درست الأعمال والتسويق لكنني كنت دائما شغوفة بالسياسة والعلاقات الدولية وقد شكّلت السّنة التي قضّيتها هناك واحدة من أثرى التجارب التي عشتها على الإطلاق وأنا ممتنة جدا لجميع من التقيت بهم على مدى المسار”.
شجعتها صديقة لها درست في كلية أوروبا على تقديم ترشّحها، حيث رأت أن مهاراتها اللغويّة واهتماماتها المتنوعة مناسبة تماما للدّراسة في الكليّة وقد أشارت زينب إلى أنّ فهم الثقافات واللغات المختلفة هو المفتاح للتغلب على التحديات العالمية اليوم.
التميّز الأكاديمي في تقاطع مع الفرص
تضفي فرصة التفاعل مع موظّفين أوروبيّين رفيعي المستوى ومع كبار صناع القرار بعدا عمليا لا مثيل له للنهج التعليمي الذي تعتمده المؤسّسة. فمن خلال الاطّلاع على كمّ وافر من وجهات النظر للعديد من الخبراء المتمرّسين، يكتسب الطّالب رؤى ثمينة لحياته المهنية.
قالت زينب الحناوي: “من الناحية المهنية، أعدّني البرنامج لممارسة مهنة كنت دائما شغوفة بها. لقد مكّنني من المعارف والأدوات الضروريّة من خلال المحاضرات وورشات العمل والرحلات الدراسية التي لعبت دورا أساسيّا في تشكيل مساري المهني.”
وهي اليوم تعمل في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث تدمج شغفها المتأصل بالتسويق مع النّظرة الشّاملة والمهارات المتنوعة التي اكتسبتها خلال دراساتها العليا: “أعتقد أن كليّة أوروبا لعبت دورا كبيرا في دفعي للوصول إلى الوضعيّة المهنيّة التي أنا فيها اليوم”.
تعكس التّونسيّة نهى الصّالحي، خرّيجة جامعة بروج، بدورها هذا التركيز على المسار المهني بعد أن حصلت السّنة الماضية على درجة الماجستير في الدبلوماسية الأوروبية. فقد مكّنتها رحلتها الأكاديمية من أن تصبح مهنيّة في قطاع التنمية وأن تكون مفاوضة وناشطة في مجال المناخ.
تقول نهى: ” أفضل ما حقّقته من خلال تجربتي الجامعيّة هو الوصول أقرب ما يمكن من التوازن بين الحياة المهنيّة والحياة الاجتماعيّة لأن العيش في مبيت الطّلبة والحياة داخل الحرم الجامعي بالتّوازي مع خوض تجربة أكاديميّة مكثفة يشكّل دورة تحضيرية رائعة للحياة بعد مغادرة الكليّة”.
كما شاركت نهى في العديد من الأنشطة والجمعيّات التي تميّز الحياة الطلاّبيّة في الكليّة حيث ينخرط الطّلبة في الجمعيّات الشبابيّة ومراكز الفكر التي يشرفون على تنشيطها ويبنون الصّداقات ليكونوا بذلك عنصرا فاعلا في شبكة رائعة متعدّدة الثقافات.
المساهمة في بناء مستقبل مشرق
سعيا إلى سدّ الفجوة المسجّلة على مستوى التعليم العالي، يحصل حوالي 70٪ من طلبة كلية أوروبا على منحة دراسية من خلال حكومات بلدانهم أو من قبل المؤسسات العموميّة أو الخاصة لدعم دراستهم وهو التزام تجاه الادماج والتّعاون يساعد الطّلبة المتفوّقين على تحقيق أحلامهم.
زكريا الزهّار، تونسي من قدماء طلبة الكليّة، هو الدّليل الحيّ على ذلك. حدّثنا عن تجربته قائلا: “أنا أنتمي إلى عائلة متواضعة الحال وكليّة أوروبا كانت فرصة هامّة بالنّسبة لي كما أعجبت بفكرة إنشاء صداقات مع أناس من خلفيّات وثقافات ولغات متنوّعة ممّا حسم قراري في تقديم ملفّ الترشّح”.
على غرار زكريا، يمكن للطّلبة المحتملين من المنطقة الحصول على منح دراسية كاملة توفّرها المؤسسة من خلال برنامج المنح الدراسية لسياسة الجوار الممول من الاتحاد الأوروبي. تغطّي هذه المنح الشّاملة الرسوم الدراسية والأكل والإقامة.
من خلال فتح باب الفرص أمام المبتكرين والسّاعين للمعرفة من خلفيّات متعدّدة، تعمل كليّة أوروبا على توفير الظّروف الملائمة لبناء مستقبل أكاديمي نابض بالحياة. لذلك قالت زينب الحناوي بكلّ حماس: “أشجّع كلّ من يفكّر في تقديم ملفّ ترشّحه أن يفعل ذلك دون تردّد”.
تتمثّل النّصيحة التي قدّمتها زينب للمترشّحين المحتملين في الصّدق مع ذاتهم وإبراز الدّوافع خلف رغبتهم في الالتحاق بالكليّة والتحضير جيّدا للمقابلة: ” بيّنوا لهم سبب حرصكم على الانضمام إلى الكليّة وحسّنوا معارفكم بشأن المحاور الأساسيّة لتكونوا على أتمّ الاستعداد لترك أفضل انطباع”.
لتحقيق أقصى استفادة من هذه النصائح، يمكن الاطّلاع على مجموع العروض الأكاديمية وشروط القبول وفرص المنح الدراسية عبر الموقع الإلكتروني. للباحثين عن تجربة تعليمية في الدّراسات العليا تغير مجرى حياتهم، نحيطكم علما أنّ كلية أوروبا هي المكان المناسب لتحقيق تطلّعاتكم.